انطاباعات عن ديوان بين فصلين لنصره ابراهيم
بين فصلين
عمل شعري هو الثالث للشاعرة نصره إبراهيم صدر عن دار بعل يقع في 108 صفحة من القطع المتوسط
بين فصلين تقف الشاعرة نصره وتكتب قصائدها وبين فصليها نكتشف الفصول الأربعة بل فصولا لم نتعرف عليها بعد بين فصل مضى أدخلها إلى التأمل وحيدة بين جبالها الخضراء ومائدة غابات قريتها الغنية التي أهدتها عملها الجميل هذا وفصل أتى ليحرك مكامن إنسانيتها كبركان هز الثابت والمتحول في حياتها فخرجت إلى الضوء لتفقد العالم بكل عذوبة
بدأت الشاعره نصرهابراهيم ديوانها باهداء مختزل وشعري في آن (إلى الرصافة مسقط قلمي ) كأنها تريد أن تقول أن العلاقة بين رأسها وقلمها مدمجه فبين مسقط الرأس ومسقط القلم عالم واحد هو قريتها التي ستجوب من خلالها أصقاع واسعه من العالم النفسي للإنسان كما بدأت في قصيدتها الأولى والتي تبدو بدورها هوية شخصية للكاتبه وهي بعنوان تحية للإنسان
(إن قالت عمتم صباحا
قد لبيساند البعض
بحجة أن التحية جاهليه
وإن قالت
السلام عليكم
تتهم بالإرهاب
لهذا قررت أن تقول
صباح الانسانية
أيها الانسان )
لعل ذلك الصباح الانساني يفتح الأفق واسعا نحو آدميّة لاتمييز فيها بين إنسان وآخر على وجه هذا الكوكب
في قصيدتها الثانية والتي عنونت المجموعه (بين فصلين ) وكان اختيارا دقيقا وموفقا إذ أنها من أجمل مقطوعات الديوان فهي تصور حالة العزلة بوضوح واختذال وحنكه فالصورة فيها قص يلامس إيقاع الأذى في داخلها من يؤذي الشعراء لابد سيترك بهم جروحا لايشفيها سوى خروج القصائد عن المألوف لتثأر لذاتها وكاتبها ولنا أيضا لكن بالكلمة والصورة والتجدد
( لي وجه واحد
وصوت واحد
منذ حرب
وقلمي مصاب
بحمى القهر
منذ حرب
وأنا أعتقك
غيما حزينا في رأسي
اليوم أفتح باب العزلة
أخرج من بيتنا الذي
أضحى مجلرد مطبخ
لصنع القهوة
سطحا للسهر
هكذا تتدفق القصيدة من بوابة الأسى وتذهب باتجاه الخروج إلى عالم أكثر اتساعا وأرحب نبضا إلى أن يستوقفك المقطع الأخير في القصيدة حيث تقول
( الشمس في ذروة اشتعالها
وأنا في ذروة الغليان
على خاصرة الرغبة
بيدر من سنابل
ومنثور الدهشة يتفتح
على خصر الأنين
والأبيض المتوسط
أعتق من أهوى
ثم تفرد الشاعرة جلال أغنيتها في ختام النص منحازة كعادتها للوطن مطالبة إياه بمحبة
( وطني للضحى قامتك
لعطر الورد صدى أنفاس لياليك
وطني
رد للعمر شيئا
من زهر الفرح
الزمان ياوطن
بين فصلين
أشد حرجا
من كل الأزمنة
الرديئة)
بين الاهداء والقصيدة الأخيرة تستفزك القصائد الجمل والتركيب وذاك الباعث الانساني الثر في غابات مفرداته وتحت ظلال تمنح الأوكسجين النقي وفاتورته الوحيدة هي الابداع وحين يقرر المرء أن يقرأ قصيدة ليقدمها نموزجا ليعرف عن العمل وعن الشاعرة تلح عليه قصيدة أخرى معلنة أنها الأحق بالقراءة والتعليق
عمل ممتاز ومتطور عن عمل كان سبقه وذلك يعطينا فكرة من جديد عن التقدم الحقيقي في نص نصره ابراهيم ولو سرقها الحزن منا لبرهة لكنها تعود وبين يديها بل بين دفتي قلبها عملها الجميل بين فصلين هل تحزن مرة أخرى لتحمل لنا فرحا جديدا وتكون قد غادرت المكان الضيق بين الفصلين لتوحد الفصول بفرح الاكتشاف
أتمنى أن يكون الفرح محفزها الدائم لعمل آخر ننتظره بذات الروح الانسانية التي لن تغادرها الشاعره نصره ابراهيم
نبارك من القلب لك عملك هذا ونتمنى أن نلقاك في عمل جديد
وكل قصيدة وأنت وأمة الشعراء جميعا في واحة الابداع والكتابه
مصياف 2010
بين فصلين
عمل شعري هو الثالث للشاعرة نصره إبراهيم صدر عن دار بعل يقع في 108 صفحة من القطع المتوسط
بين فصلين تقف الشاعرة نصره وتكتب قصائدها وبين فصليها نكتشف الفصول الأربعة بل فصولا لم نتعرف عليها بعد بين فصل مضى أدخلها إلى التأمل وحيدة بين جبالها الخضراء ومائدة غابات قريتها الغنية التي أهدتها عملها الجميل هذا وفصل أتى ليحرك مكامن إنسانيتها كبركان هز الثابت والمتحول في حياتها فخرجت إلى الضوء لتفقد العالم بكل عذوبة
بدأت الشاعره نصرهابراهيم ديوانها باهداء مختزل وشعري في آن (إلى الرصافة مسقط قلمي ) كأنها تريد أن تقول أن العلاقة بين رأسها وقلمها مدمجه فبين مسقط الرأس ومسقط القلم عالم واحد هو قريتها التي ستجوب من خلالها أصقاع واسعه من العالم النفسي للإنسان كما بدأت في قصيدتها الأولى والتي تبدو بدورها هوية شخصية للكاتبه وهي بعنوان تحية للإنسان
(إن قالت عمتم صباحا
قد لبيساند البعض
بحجة أن التحية جاهليه
وإن قالت
السلام عليكم
تتهم بالإرهاب
لهذا قررت أن تقول
صباح الانسانية
أيها الانسان )
لعل ذلك الصباح الانساني يفتح الأفق واسعا نحو آدميّة لاتمييز فيها بين إنسان وآخر على وجه هذا الكوكب
في قصيدتها الثانية والتي عنونت المجموعه (بين فصلين ) وكان اختيارا دقيقا وموفقا إذ أنها من أجمل مقطوعات الديوان فهي تصور حالة العزلة بوضوح واختذال وحنكه فالصورة فيها قص يلامس إيقاع الأذى في داخلها من يؤذي الشعراء لابد سيترك بهم جروحا لايشفيها سوى خروج القصائد عن المألوف لتثأر لذاتها وكاتبها ولنا أيضا لكن بالكلمة والصورة والتجدد
( لي وجه واحد
وصوت واحد
منذ حرب
وقلمي مصاب
بحمى القهر
منذ حرب
وأنا أعتقك
غيما حزينا في رأسي
اليوم أفتح باب العزلة
أخرج من بيتنا الذي
أضحى مجلرد مطبخ
لصنع القهوة
سطحا للسهر
هكذا تتدفق القصيدة من بوابة الأسى وتذهب باتجاه الخروج إلى عالم أكثر اتساعا وأرحب نبضا إلى أن يستوقفك المقطع الأخير في القصيدة حيث تقول
( الشمس في ذروة اشتعالها
وأنا في ذروة الغليان
على خاصرة الرغبة
بيدر من سنابل
ومنثور الدهشة يتفتح
على خصر الأنين
والأبيض المتوسط
أعتق من أهوى
ثم تفرد الشاعرة جلال أغنيتها في ختام النص منحازة كعادتها للوطن مطالبة إياه بمحبة
( وطني للضحى قامتك
لعطر الورد صدى أنفاس لياليك
وطني
رد للعمر شيئا
من زهر الفرح
الزمان ياوطن
بين فصلين
أشد حرجا
من كل الأزمنة
الرديئة)
بين الاهداء والقصيدة الأخيرة تستفزك القصائد الجمل والتركيب وذاك الباعث الانساني الثر في غابات مفرداته وتحت ظلال تمنح الأوكسجين النقي وفاتورته الوحيدة هي الابداع وحين يقرر المرء أن يقرأ قصيدة ليقدمها نموزجا ليعرف عن العمل وعن الشاعرة تلح عليه قصيدة أخرى معلنة أنها الأحق بالقراءة والتعليق
عمل ممتاز ومتطور عن عمل كان سبقه وذلك يعطينا فكرة من جديد عن التقدم الحقيقي في نص نصره ابراهيم ولو سرقها الحزن منا لبرهة لكنها تعود وبين يديها بل بين دفتي قلبها عملها الجميل بين فصلين هل تحزن مرة أخرى لتحمل لنا فرحا جديدا وتكون قد غادرت المكان الضيق بين الفصلين لتوحد الفصول بفرح الاكتشاف
أتمنى أن يكون الفرح محفزها الدائم لعمل آخر ننتظره بذات الروح الانسانية التي لن تغادرها الشاعره نصره ابراهيم
نبارك من القلب لك عملك هذا ونتمنى أن نلقاك في عمل جديد
وكل قصيدة وأنت وأمة الشعراء جميعا في واحة الابداع والكتابه
مصياف 2010
الأحد مايو 26, 2019 12:59 am من طرف نبيل عودة
» فلسفة مبسطة: الماركسية بين الجدلية والمركزية
الجمعة يوليو 13, 2018 9:52 am من طرف نبيل عودة
» الرأسمالية في التطبيق!!
الأربعاء مارس 07, 2018 10:42 pm من طرف نبيل عودة
» مطلوب مرشحين لرئاسة بلدية الناصرة
الثلاثاء يناير 30, 2018 6:59 pm من طرف نبيل عودة
» مؤسسة الفكر للثقافة والاعلام تصدر كتابا الكترونيا لنبيل عودة
السبت ديسمبر 23, 2017 7:25 am من طرف نبيل عودة
» خواطر ثقافية حول ديوان الشاعرة نعيمة عماشة: "يمام ورصاص"
الأحد سبتمبر 24, 2017 11:00 am من طرف نبيل عودة
» الواقع الثقافي العربي ومفهوم الحداثة
الإثنين سبتمبر 11, 2017 10:59 am من طرف نبيل عودة
» ديماموغيا
السبت سبتمبر 02, 2017 6:18 am من طرف نبيل عودة
» يستحق الاعدام
الثلاثاء أغسطس 22, 2017 11:06 pm من طرف نبيل عودة