لفت انتباهي وأنا أتصفح جريدة الوحدة - اللاذقية هذه الدراسة النقدية للزميل خالد عارف عثمان ، وقد أعجبت بنقده لأنني لست بناقد أدبي ، ورأيت أن أنقلها إلى واحة بيساننا للفائدة / محمد الحاج
الوحدة
الاثنين29/8/2011
نبض أول - أبجدية المجموعة صدر مؤخراً للشاعر سليمان الشيخ حسين عن دار بدايات للطباعة
والنشر والتوزيع - وفي طبعة أنيقة المجموعة الشعرية نبض نما مشتملة على سبع وتسعين قصيدة ما بين قصيرة مقطعية وطويلة نسبياً - موزعة على مئة واثنتي صفحة متوسطة وطولانية الشكل , يجمعها غلاف تتوسط صفحته الأولى صورة لا تبعد عن أجواء القصائد وفضاءاتها الرومانسية المفتوحة على الحب والحياة والمرأة والطبيعة وجمالية المكان الذي يسرح في مضماره خيال الشاعر ويعبر فيه عن مكنونات النفس ولواعجها , أزماتها إشكالاتها , آمالها وطموحها وإشراقاتها ولحظات السعادة الأثيرية التي يقطفها هنا وهناك إن كان في مصياف بلدته الساحرة المستلقية على كتف الجبال الساحلية الخضراء من الجهة الشرقية أو طرطوس القبلة البحرية والنافذة المشرعة على المدى قبالة أرواد السابحة في لجة الزرقة أو دمشق السيف الأموي المشهر دائماً في وجوه الأعداء والمتربصين دون جدوى بالوطن عبر عدد من القصائد الواقعية القومية الوطنية والانسانية التي تنطلق من الهم الذاتي إلى الجمعي . نبض ثان .. القصائد مضامين وأفكار لنبدأ بالهم الوطني والقومي والإنساني وأول عتباته .. الأمنية التي يسرها الشاعر لنا ويقول فيها : / لم يبق في الوطن العربي أماكن / لنسميها بأسماء / الشهداء / لنسمي الأرحام / فلسطين / فهل هناك أمنية بعد هذه بيسانية ? .. فلسطين الرحم الذي يورد الأبطال وبلد الشهداء .. من هنا نعرف أماني الشاعر ونوعها وطبيعتها , وفي مثالنا التالي لا يبتعد عن أمنياته إذ غزة المحاصرة والجريحة والنازفة حاضرة في وجدانه العروبي والقومي كما هي حاضرة في الوجدان العربي : / غزة / أقل نعومة مما عرفت / لن تسلم نفسها / في أول المهرجان لقمة باردة / وفي الطرف الآخر من كوكب الشهداء / رايتك معممة بالصبر وتعتمرين الفضيلة / قصيدة كواكب في المجرة الهاربة ص 9 / ففلسطين أم الشهداء .. وغزة كوكب الشهادة وأنجم الأبطال , البيسان بالجوع والفقر والمرض والبيسان والتشريد والخرائب وظلم ذوي القربى تنتفض على هذا كله وتسطر صفحات من المجد والطولة والصبر والمصابرة وإن كان تحت مطر القنابل الفوسفورية , ومن غزة إلى بغداد .. نخلة الفرات ودجلة .. التي تنوء تحت سيطرة المحتل الأمريكي .. وقصيدته بعنوان / بغداد في الصورة / حيث يصرخ في وجوه من يصفق للمحتل ويحضر على دبابته لغزو البلاد يصرخ في وجوههم متى كانت الولايات المتحدة الأمريكية , وهي ذراع إسرائيل والصهيونية , حبيبة العرب , وتقف إلى صف الشعوب المناضلة .. أليس مبيسانام اليوم في غير قطر عربي .. شبيهاً بأمس بغداد ? لكن نقولها : لا . لا ! كما رددها الشاعر الشيخ حسين : / نخل ترمل / والمدينة زفت إلى المحتل شبه خليلة / تركت / والقادة الأجراء وبعض معارضه / حضروا اغتصاب الجند للتاريخ / قدمت بغداد على طبق هدية / بغداد خط الهاوية / هذي إذن بغداد تترككم / فناموا مرة أخرى / ريثما المحتل / يختار عاصمة جديدة / قصيدة بغداد في الصورة ص 67 . كان وما يزال الشعر الوجداني والغنائي أحب المواضيع إلى الشعراء .. من خلاله يعبرون عما يجيش في صدورهم من مشاعر الحب والرغبة وانتظار الموال والسعادة والفرح والحزن والألم الجميل والساحر الذي يمكن يحسوا به , ويكتووا بناره .. من منا لم يكتو بلهيبة ذات عمر ؟! والشاعر وهو الإنسان المرهف نجده في أكثر من قصيدة في المجموعة يعلن أن لا أحد خارج الدائرة أو عليه خيمة ! من أنت أيتها الجميلة ؟ / ما تضرج وقت بالأسى والصبر مثل وقتك / وما عانق الحزن روحاً مثل روحك / قدر يطال شغاف القلب منا تراه حقاً لا يطال / لم تكتحل عيناك بالموال / قصيدة موال انتظار . ص 29 هذا ما بثه لرندة التي انتظرها وأزهاره .. فمن تكون هذه ؟ وإذا كانت رندة هي من اتنظرها إلا أن هناك امرأة جميلة طالما تألق بحضرتها , وباغتته عندما يكتب قصائده .. أليست هي القصائد بعينها ؟: / هي امرأة تباغتني / تهمي على هشيم قصائدي / توقظ ذاكرة تشيخ / تستلقي على فوضاي / ترتب ما تبعثر من حروف / قصيدة تألق في حضرتها ص 25 وفيها يتابع : / هي امرأة / تخبئ لي رحيق الصبح / تسقيني من إناء بهائها فأهدأ / .. الشاعر كما آنفاَ عاشق كبير بل موغل في العشق كما التاريخ , ولنؤكد ذلك لننصت معاً إلى بوحه : العشق يا ابنه حلمي المسكون بالفوضى / الشرق يفخر أن له في العشق آلهه / عشتار تعرفها الصغيرة والكبيرة / فلم إذن ينز من وجه الذكورة / ماء مخجل , حين يأتلق الجسد ويسمعنا صليله / قصيدة بوح ص 53 , ومن قصيدة أهدت اسمها للمجموعة نبض نما نحط رحالنا الأخير في موضوع الوجدان والبوح ونبض العشق : / هذا صباحك / وكنت لمحت على راحتيك / قبيلة موج / تحمل وشايات بحر إلى اليابسة ؟ بأن زمن الخصوبة ولى إلى غير رجعة / ص 36 لقد طرق الشاعر موضوعات عدة ضمنها المجموعة وكانت حاضرة جداً إلى جانب ما ذكرناه المرأة , الشعر وفلسفته الشعرية , البرية والطبيعة من غابة وبحر وجبل وغير ذلك من الأمكنة : دمشق , طرطوس , حصين البحر , مخيم اليرموك , وبيسان التي بمصيافها تضمه إلى صدرها منذ كان وليداً وإلى آخر العمر .. إنها مصياف الحاضرة دائماً معه كاسمه , ولمن لا يعرف مصياف نقول له : ليس من سمع كمن رأى .. ! ولكن هي دعوة من الشاعر لنسرح فوق تلالها المكللة بالخضرة والمياه والينابيع والشلالات والجمال والوجوه الحسنة ينقلنا إليها من دمشق حيث تتحد المدينتان جمالاً شفيفاً وغناءاً فيروزيا : / وشمس مصياف تنوس .. / ومساءاتي التي تملأ خمري / ونواعير فيروز التي تسكن لحمي / وتعبرني كنيزك / لم أكن حين كان العشق يسمو / قصيدة أنا لست لك لي ص55 نبض ثالث .. شعرية وفنية القصيدة من يقرأ المجموعة يلمح أن القصائد الطويلة المقطعية حيناً والقصيرة حيناً أخرى لم تؤطر ضمن إطار تقليدي منغلق على شطري البيت وإنما هي قصائد حرة جامحة اعتلاها الشاعر دون سرج أو لجام , فراحت تعدو وتصهل في أماكن عديدة وفوق سهول رحبة محاولاً التقاط أنفاسها من برية اللغة كلماتها ومفرداتها وتراكيبها البسيطة والواضحة والسهلة والمناسبة والموحية الحاملة لنبض القرية وأهلها والسهول والبراري ورعاة المنتشرين فوق سهوب الحياة النابضة بالطيبة والعشرة والبساطة وجمالية المعاني وارتباطها بالمكان سهلاً كان أم جبلاً بحراً أم غابة جسداً أم نفساً وروحاً : / ودفاتري مغسولة / بالقمح / والسماق / والدفلى / ومائي أخضر / ودمي مسافة / يرتاح بين قصيدتين / سفر أخير . ص 24 .. أهناك لغة أكثر بساطة وإيحاءاً من هذه اللغة التي تحمل الشعرية المنطلقة منها . وليس هذا فقط بل لننصت إلى الموسيقى الداخلية المتشكلة من تجاور أو تنافر المفردات أو تضادها : طباقها ومقابلاتها , إنشائها وخبرها , من الحروف نبرها وارتكازها وإني أنام وأصحو / على فكرة واحدة / لست وحدي أتيت / قصيدة أناشيد البداية . ص 73 74 , إن امتطاء متن اللغة السهلة والموسيقى المعتمدة على التفعيلة وجرس الحروف والمفردات وإيقاعها منفدة أو ضمن السياق الجملي أو التركيب الشعري , ويبقى الحديث عن الصورة والتخييل في مثل هذا النوع من الشعر الذي يعكس الجوانب الطبيعية والحياتية والفلسفية للشاعر الإنسان وقد خبر صور جمال المكان مصياف وسحرها الأخاذ ونوع عيشته وحياته منفلتاً من أسار القيد سارحاً فوق برية الضيعة كغزال شارد يقطف من هنا صورة ومن هناك تشبيه , أو استعارة صرحت بها الطبيعة ومكنوناتها أكان ضمن المحسوس أو المجرد : / وعند اغتسال الجسد / كانت تمر سريعاً غيوم السماء / كان لطيفك شأن كبير / وكان ثغاء الحروف احتفالاً بك / قصيدة جنون القصيدة ص 80 فكم هو جميل أن تثغو الحروف وتحتفي بالقصيدة المرأة , وهكذا تكثر الصور المحسوسة والمعنوية في المجموعة التي زادت من هدوء القصيدة حيناً وإيقاعها الضاج أحياناً أخرى . نبض رابع .. المقام المجموعة بما تحويه من تركيب أنيق لقصائد شعرية تمثل تجربة الشاعر سليمان الشيخ حسين في غير موضوع , وأكثر من مكان , وحالة إنسانية ذاتية ووجدانية ووطنية وقومية وغير ذلك . جديرة بأن تقرأ بتمعن .. وأن تثري مكتبة الشعر المعاصر . خالد عارف عثمان
الوحدة
الاثنين29/8/2011
نبض أول - أبجدية المجموعة صدر مؤخراً للشاعر سليمان الشيخ حسين عن دار بدايات للطباعة
والنشر والتوزيع - وفي طبعة أنيقة المجموعة الشعرية نبض نما مشتملة على سبع وتسعين قصيدة ما بين قصيرة مقطعية وطويلة نسبياً - موزعة على مئة واثنتي صفحة متوسطة وطولانية الشكل , يجمعها غلاف تتوسط صفحته الأولى صورة لا تبعد عن أجواء القصائد وفضاءاتها الرومانسية المفتوحة على الحب والحياة والمرأة والطبيعة وجمالية المكان الذي يسرح في مضماره خيال الشاعر ويعبر فيه عن مكنونات النفس ولواعجها , أزماتها إشكالاتها , آمالها وطموحها وإشراقاتها ولحظات السعادة الأثيرية التي يقطفها هنا وهناك إن كان في مصياف بلدته الساحرة المستلقية على كتف الجبال الساحلية الخضراء من الجهة الشرقية أو طرطوس القبلة البحرية والنافذة المشرعة على المدى قبالة أرواد السابحة في لجة الزرقة أو دمشق السيف الأموي المشهر دائماً في وجوه الأعداء والمتربصين دون جدوى بالوطن عبر عدد من القصائد الواقعية القومية الوطنية والانسانية التي تنطلق من الهم الذاتي إلى الجمعي . نبض ثان .. القصائد مضامين وأفكار لنبدأ بالهم الوطني والقومي والإنساني وأول عتباته .. الأمنية التي يسرها الشاعر لنا ويقول فيها : / لم يبق في الوطن العربي أماكن / لنسميها بأسماء / الشهداء / لنسمي الأرحام / فلسطين / فهل هناك أمنية بعد هذه بيسانية ? .. فلسطين الرحم الذي يورد الأبطال وبلد الشهداء .. من هنا نعرف أماني الشاعر ونوعها وطبيعتها , وفي مثالنا التالي لا يبتعد عن أمنياته إذ غزة المحاصرة والجريحة والنازفة حاضرة في وجدانه العروبي والقومي كما هي حاضرة في الوجدان العربي : / غزة / أقل نعومة مما عرفت / لن تسلم نفسها / في أول المهرجان لقمة باردة / وفي الطرف الآخر من كوكب الشهداء / رايتك معممة بالصبر وتعتمرين الفضيلة / قصيدة كواكب في المجرة الهاربة ص 9 / ففلسطين أم الشهداء .. وغزة كوكب الشهادة وأنجم الأبطال , البيسان بالجوع والفقر والمرض والبيسان والتشريد والخرائب وظلم ذوي القربى تنتفض على هذا كله وتسطر صفحات من المجد والطولة والصبر والمصابرة وإن كان تحت مطر القنابل الفوسفورية , ومن غزة إلى بغداد .. نخلة الفرات ودجلة .. التي تنوء تحت سيطرة المحتل الأمريكي .. وقصيدته بعنوان / بغداد في الصورة / حيث يصرخ في وجوه من يصفق للمحتل ويحضر على دبابته لغزو البلاد يصرخ في وجوههم متى كانت الولايات المتحدة الأمريكية , وهي ذراع إسرائيل والصهيونية , حبيبة العرب , وتقف إلى صف الشعوب المناضلة .. أليس مبيسانام اليوم في غير قطر عربي .. شبيهاً بأمس بغداد ? لكن نقولها : لا . لا ! كما رددها الشاعر الشيخ حسين : / نخل ترمل / والمدينة زفت إلى المحتل شبه خليلة / تركت / والقادة الأجراء وبعض معارضه / حضروا اغتصاب الجند للتاريخ / قدمت بغداد على طبق هدية / بغداد خط الهاوية / هذي إذن بغداد تترككم / فناموا مرة أخرى / ريثما المحتل / يختار عاصمة جديدة / قصيدة بغداد في الصورة ص 67 . كان وما يزال الشعر الوجداني والغنائي أحب المواضيع إلى الشعراء .. من خلاله يعبرون عما يجيش في صدورهم من مشاعر الحب والرغبة وانتظار الموال والسعادة والفرح والحزن والألم الجميل والساحر الذي يمكن يحسوا به , ويكتووا بناره .. من منا لم يكتو بلهيبة ذات عمر ؟! والشاعر وهو الإنسان المرهف نجده في أكثر من قصيدة في المجموعة يعلن أن لا أحد خارج الدائرة أو عليه خيمة ! من أنت أيتها الجميلة ؟ / ما تضرج وقت بالأسى والصبر مثل وقتك / وما عانق الحزن روحاً مثل روحك / قدر يطال شغاف القلب منا تراه حقاً لا يطال / لم تكتحل عيناك بالموال / قصيدة موال انتظار . ص 29 هذا ما بثه لرندة التي انتظرها وأزهاره .. فمن تكون هذه ؟ وإذا كانت رندة هي من اتنظرها إلا أن هناك امرأة جميلة طالما تألق بحضرتها , وباغتته عندما يكتب قصائده .. أليست هي القصائد بعينها ؟: / هي امرأة تباغتني / تهمي على هشيم قصائدي / توقظ ذاكرة تشيخ / تستلقي على فوضاي / ترتب ما تبعثر من حروف / قصيدة تألق في حضرتها ص 25 وفيها يتابع : / هي امرأة / تخبئ لي رحيق الصبح / تسقيني من إناء بهائها فأهدأ / .. الشاعر كما آنفاَ عاشق كبير بل موغل في العشق كما التاريخ , ولنؤكد ذلك لننصت معاً إلى بوحه : العشق يا ابنه حلمي المسكون بالفوضى / الشرق يفخر أن له في العشق آلهه / عشتار تعرفها الصغيرة والكبيرة / فلم إذن ينز من وجه الذكورة / ماء مخجل , حين يأتلق الجسد ويسمعنا صليله / قصيدة بوح ص 53 , ومن قصيدة أهدت اسمها للمجموعة نبض نما نحط رحالنا الأخير في موضوع الوجدان والبوح ونبض العشق : / هذا صباحك / وكنت لمحت على راحتيك / قبيلة موج / تحمل وشايات بحر إلى اليابسة ؟ بأن زمن الخصوبة ولى إلى غير رجعة / ص 36 لقد طرق الشاعر موضوعات عدة ضمنها المجموعة وكانت حاضرة جداً إلى جانب ما ذكرناه المرأة , الشعر وفلسفته الشعرية , البرية والطبيعة من غابة وبحر وجبل وغير ذلك من الأمكنة : دمشق , طرطوس , حصين البحر , مخيم اليرموك , وبيسان التي بمصيافها تضمه إلى صدرها منذ كان وليداً وإلى آخر العمر .. إنها مصياف الحاضرة دائماً معه كاسمه , ولمن لا يعرف مصياف نقول له : ليس من سمع كمن رأى .. ! ولكن هي دعوة من الشاعر لنسرح فوق تلالها المكللة بالخضرة والمياه والينابيع والشلالات والجمال والوجوه الحسنة ينقلنا إليها من دمشق حيث تتحد المدينتان جمالاً شفيفاً وغناءاً فيروزيا : / وشمس مصياف تنوس .. / ومساءاتي التي تملأ خمري / ونواعير فيروز التي تسكن لحمي / وتعبرني كنيزك / لم أكن حين كان العشق يسمو / قصيدة أنا لست لك لي ص55 نبض ثالث .. شعرية وفنية القصيدة من يقرأ المجموعة يلمح أن القصائد الطويلة المقطعية حيناً والقصيرة حيناً أخرى لم تؤطر ضمن إطار تقليدي منغلق على شطري البيت وإنما هي قصائد حرة جامحة اعتلاها الشاعر دون سرج أو لجام , فراحت تعدو وتصهل في أماكن عديدة وفوق سهول رحبة محاولاً التقاط أنفاسها من برية اللغة كلماتها ومفرداتها وتراكيبها البسيطة والواضحة والسهلة والمناسبة والموحية الحاملة لنبض القرية وأهلها والسهول والبراري ورعاة المنتشرين فوق سهوب الحياة النابضة بالطيبة والعشرة والبساطة وجمالية المعاني وارتباطها بالمكان سهلاً كان أم جبلاً بحراً أم غابة جسداً أم نفساً وروحاً : / ودفاتري مغسولة / بالقمح / والسماق / والدفلى / ومائي أخضر / ودمي مسافة / يرتاح بين قصيدتين / سفر أخير . ص 24 .. أهناك لغة أكثر بساطة وإيحاءاً من هذه اللغة التي تحمل الشعرية المنطلقة منها . وليس هذا فقط بل لننصت إلى الموسيقى الداخلية المتشكلة من تجاور أو تنافر المفردات أو تضادها : طباقها ومقابلاتها , إنشائها وخبرها , من الحروف نبرها وارتكازها وإني أنام وأصحو / على فكرة واحدة / لست وحدي أتيت / قصيدة أناشيد البداية . ص 73 74 , إن امتطاء متن اللغة السهلة والموسيقى المعتمدة على التفعيلة وجرس الحروف والمفردات وإيقاعها منفدة أو ضمن السياق الجملي أو التركيب الشعري , ويبقى الحديث عن الصورة والتخييل في مثل هذا النوع من الشعر الذي يعكس الجوانب الطبيعية والحياتية والفلسفية للشاعر الإنسان وقد خبر صور جمال المكان مصياف وسحرها الأخاذ ونوع عيشته وحياته منفلتاً من أسار القيد سارحاً فوق برية الضيعة كغزال شارد يقطف من هنا صورة ومن هناك تشبيه , أو استعارة صرحت بها الطبيعة ومكنوناتها أكان ضمن المحسوس أو المجرد : / وعند اغتسال الجسد / كانت تمر سريعاً غيوم السماء / كان لطيفك شأن كبير / وكان ثغاء الحروف احتفالاً بك / قصيدة جنون القصيدة ص 80 فكم هو جميل أن تثغو الحروف وتحتفي بالقصيدة المرأة , وهكذا تكثر الصور المحسوسة والمعنوية في المجموعة التي زادت من هدوء القصيدة حيناً وإيقاعها الضاج أحياناً أخرى . نبض رابع .. المقام المجموعة بما تحويه من تركيب أنيق لقصائد شعرية تمثل تجربة الشاعر سليمان الشيخ حسين في غير موضوع , وأكثر من مكان , وحالة إنسانية ذاتية ووجدانية ووطنية وقومية وغير ذلك . جديرة بأن تقرأ بتمعن .. وأن تثري مكتبة الشعر المعاصر . خالد عارف عثمان
الأحد مايو 26, 2019 12:59 am من طرف نبيل عودة
» فلسفة مبسطة: الماركسية بين الجدلية والمركزية
الجمعة يوليو 13, 2018 9:52 am من طرف نبيل عودة
» الرأسمالية في التطبيق!!
الأربعاء مارس 07, 2018 10:42 pm من طرف نبيل عودة
» مطلوب مرشحين لرئاسة بلدية الناصرة
الثلاثاء يناير 30, 2018 6:59 pm من طرف نبيل عودة
» مؤسسة الفكر للثقافة والاعلام تصدر كتابا الكترونيا لنبيل عودة
السبت ديسمبر 23, 2017 7:25 am من طرف نبيل عودة
» خواطر ثقافية حول ديوان الشاعرة نعيمة عماشة: "يمام ورصاص"
الأحد سبتمبر 24, 2017 11:00 am من طرف نبيل عودة
» الواقع الثقافي العربي ومفهوم الحداثة
الإثنين سبتمبر 11, 2017 10:59 am من طرف نبيل عودة
» ديماموغيا
السبت سبتمبر 02, 2017 6:18 am من طرف نبيل عودة
» يستحق الاعدام
الثلاثاء أغسطس 22, 2017 11:06 pm من طرف نبيل عودة