كلمات في كلمات
في ضياع المسافات ,ركون يأخذ الضجة بعيدا,دائرة الصمت طرق حولهما,يلتحمان,ينفصلان,تمتد يده,لاشيء يدركها,يرفع صليبه,يدرك الإحضار,غير أن الزمن تغير,الآن يحتفظ بيدها ,وغدا ستتحفظ الأيام لدمعها الذي تعرى من جوقة الحلم, تنطق :حبيبي,ماهو الحلم؟
تنتفض القضية في مخيلته ,تتكاثر الأشياء فيها,يتردد.......
*حبيبتي هو صيرورة الذاكرة,بقايا سطوح محتشدة بالفراغ ,يزداد نحولا كلما ازدادت مطالبي وتكسرت المسافات وفقدت هويتي,فيه تتطاير الأحرف مع الرماد ويهجر الشرق قصيدتي, يبقى كلمات في كلمات
.....حبيبي ماهي الكلمات؟
*كلمات تحط على ذلك الوتر الحساس,مكونة ذلك السؤال الذي أضفى لحلمي رونقا من الصور اليومية عن حالة الاعتياد أو حالة الغياب
.....حبيبي حروفي الخمس ماعدت أحلم بها.
*طوبى لأحرف خمس غيرت محيطي في صيرورة الظلام,إنني لاأجد غير صوتك الجميل لأعبر عن تناسل الكلمات ولست منكمشا لأدفع نفسي لاحتراف الحزن وراء اعتياد المفاجآت الخالية.
..... وماذا تريد الآن ؟
*أريد أن أقطع كل المسافات لأشهد البداية,بداية عرسنا العربي ولحظة الميلاد حين تهدي شرياننا المقطع سكنى جديدة لتعانق الحرية أحضان الوطن ويبقى شدوها يحيي فينا طلوعنا من الأساطير وانتصار أبجديتنا.
...... حبيبي لماذا نعيش وخيانة الحواس مخفية خلف كل قضية مفتاحها ملفات السنابل ونهايتها انقلاب القداسة؟
*حبيبتي عندما نعيش تتحرك اللغات إلى أي مدى تصل إليه الرؤيا ,حينها لايبقى لنا سوى تقاطيع الرماد وعد الخطوات وعندما تحتكم النفس لملامسة النفس عند حدود المملكة الإنسانية نتنزه وفي جوفنا سبيل التراجع عن الحرية القائمة التي لاتقرأ لأنها سيدة ذاتها,يومها سيكون المصير مشتركا والدافع الوحيد لعيشنا تاريخ الميلاد الذي سيعيد ترتيب الحواس ومن ثم السنابل فالقداسة,وعندما ندرك ذاتنا سيبقى الحلم حلما والوصول إلى النهاية طمأنينة ذاتنا
..... حبيبي ماذا ستحدثني عن الماضي؟
*في الماضي تحدثت عن الشكل الأخير لمسرح السكوت عندما دوت صرخات الحجارة بين شعوب وقبائل لم تعرف كيف بيعت ضفائرها واتهمت بالضياع والعدمية ,والآن عرفت نشيد الغزاة ,ذقت جثث كل المسافات سمعت دوي المآذن ,سمعت أمهاتنا الثكالى ينادين"أخبرونا أين الرياح,أين المرايا ,أين الإله...........؟"
...... وماذا عن الحكايا التي كنت تعرفها؟
*كل القيود تلد الآن ,كل المنافي تلتهب ,الحكايا التي عرفتها تهرب وتهرب,تختبئ في معطف تجففه جراح أمهات عرفن الصبر في قانا,عرفن كيف يلدن وذكرى دير ياسين صدى كلما زرعت زيتونة إلى جوار خيمة اعتلاها الزمن بأغلاله.ماعدت أحلم بآسيا,ماعدت أرغب بلذة الأمس على ضفتيها,صارت تقتل تفاصيلي كل يوم ألف مرة,ماعدت أرى في عينيها حرية الزمن القادم إلى الشرق,حتى رسول الحب كلما اقترب العرس العربي تحول إلى قنبلة يدوية لايخرج الدم منها إلا شهيدا أو شريدا
.... حبيبي ,عندما ينتهي ذلك الرحيل ماذا سيكون عمرنا؟
*سيكون شيئا جميلا حبيبتي,ونغدو أسطورة تلامس خطوات السنين الطويلة من عمر الآتين , حينها ستتشعب حروفنا , لتطبق على ذلك الفراغ الوحيد في وجه تلك السنين المحمومة , والصمود عنواننا ,اخترناه,يلاطف الذكرى , يرثي عورة السنين,فتكون الدهشة أغنية للحاصدين والباعة في سوق المواليد القديمة,ويغدو الدمع شيئا من الماضي والصور دور للتحليق خلف أحزاننا المرصودة
.... حبيبي أما آن لنا أن نعيش ونحن بعيدون عن الذاكرة,فتصير الحقوق أوسمة تزرع في صدغنا الجديد, ونترك اللجوء لشيء لايصدق, يباع ولا يشترى
*نعم سيكون أجمل حبيبتي سنمشي في شارع ولا نحلم بتواقيع الوعود, وهذا أنا كلما أدركت ذاتك ستجدينني كلمات في كلمات.
الأحد مايو 26, 2019 12:59 am من طرف نبيل عودة
» فلسفة مبسطة: الماركسية بين الجدلية والمركزية
الجمعة يوليو 13, 2018 9:52 am من طرف نبيل عودة
» الرأسمالية في التطبيق!!
الأربعاء مارس 07, 2018 10:42 pm من طرف نبيل عودة
» مطلوب مرشحين لرئاسة بلدية الناصرة
الثلاثاء يناير 30, 2018 6:59 pm من طرف نبيل عودة
» مؤسسة الفكر للثقافة والاعلام تصدر كتابا الكترونيا لنبيل عودة
السبت ديسمبر 23, 2017 7:25 am من طرف نبيل عودة
» خواطر ثقافية حول ديوان الشاعرة نعيمة عماشة: "يمام ورصاص"
الأحد سبتمبر 24, 2017 11:00 am من طرف نبيل عودة
» الواقع الثقافي العربي ومفهوم الحداثة
الإثنين سبتمبر 11, 2017 10:59 am من طرف نبيل عودة
» ديماموغيا
السبت سبتمبر 02, 2017 6:18 am من طرف نبيل عودة
» يستحق الاعدام
الثلاثاء أغسطس 22, 2017 11:06 pm من طرف نبيل عودة