عثرت على بعض قصص من تأليفي في مجال (أدب الرعب) تعود لأوائل التسعينات و هي أولى تجاربي، و لو أني توقفت من حينها عن الكتابة توقفاً دام حتى اللحظة الحالية. استغل فرصة إمكانية النشر هنا، لأعرض إحداها (و جُلّها تنتمي لأدب الرعب و أضغاث الأحلام و لم أعدّل أو أتصرف بأسلوبها لتحافظ على نكهة أسلوبي آنذاك و شكراً لكم): ____________________((التّائِهْ))_______تأليف أشجان سهاج (ذكر لا أنثى)__________________________________________________________________________________ قد يكون مما يعجب المرء من معنى ما سأقصه، فلا أجد إلا أنني لا بد أن أستذكر الذي جرى لي، بعقل الواعي أو اللاواعي، و إنه لغريب، حتى لا يصدقه فكر، أو يفسره مشعوذ، ليس أن يصدق بقدر ما يسمع له صدى في النفوس الحائرة، و القلوب الخافقة... لما حزمت حقائباً لي، و صرت بعد ذلك على مقعد الرحلة الجامعية، جلس بقربي شاب ما عهدته من قبل، ثم و بعد مضي بعض وقت، صار يحادثني في شيء من عدم اهتمام، و إني لأحادثه، ثم رمى الجفاء و ضحك لي، فضحكت له، ثم تعلق بي و كأنه يعرفني منذ أمد، و على هذا صرنا أصدقاء، ثم أعلمني باسمه... "شفعي". قطع لي عهداً على نفسه أن نبقى سوية ما شاءت الرحلة أن تمتد؛ و على ما سمعت منه فهو قريب لسائق الحافلة، و إنه ليحادثني فيقول: "السائق قريب لي، و له أخ غريب الطباع، هو حيناً هادئ ورع، و طوراً، تجده صعباً، هائجاً، إذا هاج قتل و دمر، لسبب تافه، و هو الآن في السجن لجريمة اغتصاب". و استدرك قائلاً: "ثم قتل رجلاً أصلعَ، لاحٍ، يتكئ على عصاً، و له نظارة". عجبت للشاب كيف يتلهف على حديث مزعج كهذا، و إنّا في رحلة، يجب علينا أن نفرح و نضحك، لا أن نفزع و نرهب، و إذا به يرنوني بعينين كبيرتين، فما وجدت إلا أن أتحدث في غير هذا، فأخرجت قطعة حلوى، و قدمتها له، عَلّهُ يعرض عن حديثه. فجأة توقفت الحافلة، و ادعى السائق أن عطباً أصاب المحرك، فأمر الجميع بالنزول، و إنهم لسعداء لما شاهدوا جمال المكان الذي توضعوا فيه و الذي، لقدرٍ ما، توقفت عنده الحافلة. عن جانب الحافلة امتدت بساتين واسعة، و غابة عن يسارها، و كلّ ٌ اتخذ من حجرٍ مقعداً، أو جذع شجرة مسنداً، أو اجتلس الأرض المعشبة. الشابان يمضيان سوية، الأول يشعر بالثاني و كأنه ذبابة حائمة، حتى قال هذا الأخير: "أرى أن بقاءنا هنا سيطول، على ما أصاب الحافلة من عطب يستدعي إصلاحه وقتاً طويلاً؛ فلنمشِ في هذا الإتجاه نحو الغابة الجميلة، فهذا مما يطيب للمرء أن يمضي فيه بعض وقت". وجدت فيما قاله بعض حق، و السائق، على ما يبدو لي، سيمكث طويلاً مستلقياً على ظهره. كأني بالشاب محبا للطبيعة، خبيرا ًبطرق الغابة، لما يبدي من حركات لا تكلف فيها، ثم إن البسمَةَ' لا تفارق محياه، و عينيه الواسعتين متلهفتان لكل شيء يحيطه، كأني به آتٍ إلى هنا قبلاً، و إلا لخشي من الإبتعاد من الحافلة بالقدر الذي ابتعدنا به! ثم توغلنا داخل الغابة، ابتعدنا، و إنّا لنبتعد حقاً، فآليت إلا أن نرجع، و أنْ كفى ما وصلنا إليه. و الآن أرى ضباباً ما كان قبل أن نبتعد عن الحافلة. عدنا أدراجنا، و شعرت أنه ما عاد واثقاً من نفسه كما كان، حتى بريق عينيه خفت؛ فالحيرة ارتسمت على وجهه، و مع اقتراب المساء أضحى مِخْوافاً، يلتفت عن يمينه و عن يساره عله يجد ما يرشده إلى السبيل الصحيح، و كأني بنا تهنا، فجعلت أسير و أخَمِّن، و أصحبه فيشدني، فأحتار. وصلنا إلى موضع، ما شككت بعد وصولي إليه في أننا أضعنا السبيل. الأشجار هنا أعلى، و المكان معتم، حتى هو أيقن ذلك. لقد غضبت منه، و كدت أصرخ في وجهه، و لكن الموقف الحرج الذي نحن فيه لا يسمح بذلك. قلت له: "أما كنت تعرف المكان جيداً؟ لمست فيك ثقة، فأين أنت منها الآن، و كيف لنا أن نعمل؟". بقينا على ذلك، نواجه الأحراش، و نصطدم بالأشجار، حتى وقعت على صرخة انبعثت من الشاب، قوية خفق لها قلبي، و اهتزت منها أطرافي، فنظرت إليه، فإذا به جالس على الأرض، و يداه تمسك رجله، فسألته بل صرخت به ما عسى حلّ به؛ فكشف لي عن رجله، فإذا هيَ حمراء، من أحمر ميّالٍ للزرقة. هتف: "لا بأس، إن ما بي ليس وجعاً رغم الحمرة" و أردف قائلاً: "النبات قرصني". تابعنا المسير، و أراه يرنوني بعينيه الكبيرتين الحزينتين؛ فأغض منه طرفاً؛ لمعرفتي أني به ابتليت و أني لست أفارقه. وصلنا مكاناً، أذهلني، و جعلني في حيرة من أمري، هو وادٍ عن يميننا ممتدّ ٌ إلى أسفل، و كأني به منحدرٌ، تجانبه أحراش الغابة و نباتاتها. هو وادٍ، و إنْ حلّ الظلام، و لفّتنا الدمسة، مضيءٌ نيّر! إنّا لنحاول النظر لأجل أن نرى نهايته، أو حتى شكله، فلا نصيب شيئاً من هذا، فالضوء شبيه بالضباب، يحجب عنّا كلّ شيء، خلا الحافلة و المظهر المرئي و الموحي بأنه وادٍ سحيق، ... أعجب لهذا، أفي الطبيعة شيء كهذا، وادٍ و لكنه ضوءٌ و لكنه سرابٌ و لكنك لا ترى و لكنك بحافته و لكنك بوادٍ. إنّا بالوادي، و إنّا لنجد فيه أنيساً، و ذاك الضوء الساحر للألباب، الذي يشد النفوس الحائرة إليه، وادٍ جعل عيني صديقي تبرقان بشدّة، و كأنّي به قد فُتِنَ و أنِسَ، ناسٍ ما نحن فيه من خوف و ضياع. ثم لمّا قمت لأجد حلاً، أو شيئاً لأي شيء أخفف به عن الشاب بما فُطِرْتُ عليه من طيبة و عطف، و لِمَا أحسّه من وحدة؛ قام و اليقين يلتمع في عينيه، ثم اقترب مني و قال: "ما تقول لو نهبط الوادي، علّنا نجد موضعاً أصلح من هذا". قلت و الحيرة بادية في وجهي: "أما ترى أن لا شيء في الوادي بَيّن خلا حافته هذه! و إني لأخاف مفاجأة النزول، و لا آمن على نفسي و عليك من ذلك". ثم تابعت: "إنّا ههنا على شيءٍ من يقين من أننا سرنا حيث سنعود في أي وقت، و التقدم يؤدي بنا إلى أبعد فأبعد. صرخ: "إنما نضيع بأن نبقى هنا. انظر حولك!". فهمست له: "لسنا قدر هذا، فتعقّل" بنفسي شيء يمنعني من النزول. أنا خائف، و غير متأكد، و لا أريد أن نخسر شيئاً بعد الذي خسرناه". أردف قائلاً: "إذاًً راقبني كيف أحاول النزول، فإن كان خيراً تابعنا". في الحقيقة كنت في شوقٍ أن أهبط إلى أسفل الوادي مع الشاب، و ضميري يؤنبني؛ لِمَا صرنا إليه، و بما أنه سيحاول...... فما إن هبط لبعد أربع خطواتٍ، حتى نظر نحوي و ابتسم و أشار لي. هممت أن أتبعه، فلمّا عاود النظر إلي، تحولت بسمته إلى لا شيء، و جمدت ملامحه، و اتّسعت عيناه، و حرك يديه... كأنه يستغيث، و لم أرَ بعد ذلك شيئاً لأنّ حركة رجلي اللاإرادية جعلتني أبتعد عن حافة الوادي و أبتعد و أبتعد، و حرارة الحلم تمرضني في لحظة. لم أدرِ كم مضى من الوقت و أنا أجري، بل ما عرفت إلى أين وصلت. جعلت أسترجع صورة الشاب، إن حركة يديه تومئ بأنه لا بد سقط إلى الخلف، لا بد أنه سقط إلى أسفل. على كل حال محال أن يكون وادٍ بهذا الإنحدار إلّّا إذا كان مُنْحَدَراً، و لكن ما رأيته واد! كيف لم يصرخ أو يستغيث؟ كان من المفروض أن يفعل ذلك ليكون ما أراه شيئاً طبيعياً! ثم لماذا جمدت ملامحه؟ أما كان من المفروض أن يبدي لي فزعه؟ كيف بالله علي...؟ مالي هربت؟ لا بد أنه سالم في أسفل الوادي، مهتدٍ، و أنا، على ما أنا عليه من ضياعٍ، باقٍ ههنا. أخاف من هذا كله، لأن ما حدث لا يقنعني بشيء، أسالمٌ هو أم مُتأذٍ؟ ألا طريق آخر للوادي؟ كان الليل قد أسدل أستاره على الغابة؛ فاستحالت عتمةً و ظلاماً، و كان الوهن دبّ في أوصالي، فأصبت بالذعر، فما هو إلا أن ظهر لي كوخٌ رديء، فقصدته دونما تفكير، أطيح بالبقية الباقية من قوة أعصابي. فتحت الباب الخشبي و دخلت كاللائذ، ثم نظرت حولي نظرة اليائس الآمل. كل شيء في هذا الكوخ رديء حقير، الرائحة لوحدها تجعل الداخل فيه يخرج منه بأسرع مما تحتاج أحشاؤه من الوقت لتتقلّص. رائحة شيء متفسّخ، بالأحرى لحم متفسخ، و لا حاجة لأن أذهب بتفكيري لِأبعد من ذلك و إلا فقدت عقلي. اقتعدت كرسياً عتيقاً بركن من أركان الكوخ مجانب للنافذة، و جعلت أجمع أطرافي إلَيّ، محاولاً أن لا أنظر إلى شيء مهما يكن، أو أشلّ تفكيري تماماً كالنائم، حتى لا أفكر، و أطرد كل خاطرة مارّة بعقلي، و لكن عيني اليائسة رفّت نحو النافذة؛ فرأيت دمسة حالكة و إنما شيء بَيِّنٌ، و كأن ضوء مصباح ينير جوفه بعض شيء. حركت رأسي مقرّباً إيّاه من النافذة؛ فرأيت كوخاً آخرَ أكبر من الذي أقطنه، حتى أشرق أملٌ في وجهي، و ابتسم قلبي المضطرب. و ما فكرت، بل قمت من فوري، و خرجت على مهل، ثم اتجهت بفكري و قلبي و نفسي، بكُلِّي اتجهت ناحية الكوخ، و كأني سأجد روحاً حيةً تدبّ داخله، صديقاً، عدواً، صاحباً، مريضاًً، خلا ما لم أفكر به، و صَعْبٌ أن أفكر به! مشيت بطيئاً في حركتي، و اقتربت من الباب المفتوح بعض الشيء، ثم أدخلت رأسي، فوجدت أشياء لي أن أحصيها كلها أو أعُدّ بّعضها مما علق بذاكرتي بعد ذلك. وجدت مصباحاً مضيئاً، و منضدة عامرة بألوان الطعام، و... ظهر شابٍ جالسٍ، و أيقنت أنه الشاب الذي سقط بالوادي. و إني لأقترب من المنضدة، و دون أن أسأل نفسي كيف جاء هنا، أو ............. فقط ... و فقط هذا ... اقتربت من الشاب، تكاد دموعي تتساقط من الفرحة، و ذاكَ كأن لا أحد بجانبه. لم أرَ بَعد وجهه. فلما أقتربت منه أكثر، و نظرت إلى وجهه، بدرت منّي تلك الحركة اللاإرادية، بأقصى ما فيها من قوة، فإذا بي أجري مبتعداً عن الكوخ الأول، و الكوخ الثاني، و المكان كلّه، و فكري... كأني ميت أو محموم، متجمد كلّي إلا رِجْلايَ. إن مَنْ رأته عينايَ هو الشاب صاحبي، هو بعينه، إلا عيناه، فقد افتقدتا البؤبؤ و أبصبحتا بيضاءتين تماماً خلا بعض الشرايين تتخلّلهما، و كان يلتهم أعيناً يغمسها قبلاً في صحن دم، ثم يضعها بين أسنانه. الآن أنا تائه في الغابة بعد أن شهدت ما شهدت، و لا همّ لي إلا الجري، الجري إلى أبعد مما يمتدّ إليه خيالي. أحس بالأحراش تخنقني، و العتمة تلفّني لتحبس عن رئتيّ الهواء، لا يفصلني عن الآخرة إلا غشاء رقيق. لمّا اصطدمت بشيء ثم وقعت و ارتطمت بالأرض، عرفت من القطع الحجرية المغروسة بانتظام، أني وسط مقبرة ذات أشجار، هي امتداد للغابة، هذا ..... و سكنت في مكاني!أُحْسَسْت بالبرد، ثم بالمكان هادىء، و شعرت بنبضات قلبي في أذُنيّ، و هذه الأجداث القديمة تخنق نظري، حتى الهدوء أشبه بالضجيج. كنت أنظر في جهة واحدة لا أحيد عنها، إلى أن سمعت حركةً لم أسمعها قبلاً، حركةً لن أسمعها بعد ذلك. ما هي إلا ثوانٍ حتى أستدرت بوجهي ـ لم أدرِ كيف استدرت ـ ثم، و في لحظة، قفز قلبي، و انحبس هواء شهيقي في رئتََيّ. كان القبر خلفي ينفتح، تنزاح أحجاره، و رجلٌ، بل مخلوقٌ... إنسان ما يَبيْنُ لحمه من عظمه، يخرج منه، و لون الموت بادٍ على وجهه. كلّهُ دامٍ، و يتضوّر باكياً، و يتحرك بيأسٍ نحوي و قد خانتني قوّاي، و جحظت عينايَ، و كأني أثقل من أن تحملني قدمايَ، فأنا أجري، و إنما أبتعد بقدر خطوة كما في الكوابيس. في نفس الوقت كان الشاب الآخر "شفعي"، يدنو من الرجل الخارج من القبر. هو الآن، إضافة لافتقاده بؤبؤي عينيه، ينضح بالدماء، تماماً كالرجل، فما وجدت بجانبي غير صخرة ٍ، لُذْتُ بها و اختبأت خلفها، و الموت يلعب أمام عينَيّ، و القدر شيءٌ هُيولِِيّ ٌ مرعب. زحف الرجل الدامي الخارج من الجدث نحوي بألم، و رائحة الدم تفوح منه، و أبخرة الموت تلُفّهُ، و عيناه مغرورقتان بالدموع، و يلهث، و ذراعه ممدودة للأمام تطلبني، كأنه يريد احتضاني. كان الثاني ـ شفعي ـ يقترب من الرجل بحركة لاإرادية، حتى جانَبَهُ، ثم التحما في معركة صرخت لها من الفزع و نمت، أو أغمي عليّ. اختلطت دماء المِسْخَين، و لفّتهما الأبخرة الحارة حتى خرجت كرتاهما العينيّتان، و التهما بعضهما البعض، و لكن ثمّة وقفة للشاب الدامي، و إن كان أقرب من الموت. أمسك، لمّا قام، بالرجل، و طرحه بالرمس، و أهال عليه التراب، ثم رماه بالأحجار، و غرس فوق التراب قطعةً حجريةً مُسَوّاةً، ثم ابتعد و الدمُ يخرج من أذُنَيهِ، و لا عينانِ لهُ. وقتذاكَ، و ليلتها، كان النومُ ملاكاً حامِياً. ______________________________________________________________________________________________________________________________________________ فتحت عينَيّ، و استغربت مِنْ كَونِي بجانبِ صخرةٍ، وَسْطَ أشجارٍ و بعضِ قبورٍ لا تُذَكِّرُ شيئاً، قمت فمشيت بعض الوقت، لأصير إلى الطريق. رأيت على بُعْدٍ حافلة الرحلة، و الطلاب. شعرت برأسي ثقيلاً و أحاسيسَ مضطربةً، و رأيت شفعي يمازحُ بعضَ الأصدقاء، و السائقَ يُصْلِحُ عُطْلَ الحافلة. أنا مضطربٌ، و إنما أشعرُ أن بعض لحظاتٍ من وقتي ضاعت، كأنْ ما عِشْتها، أكادُ أستعيدُها، فلا أقيمُ لها وَزْناً، أو لا شَيْء... لا شَيْء
الأحد مايو 26, 2019 12:59 am من طرف نبيل عودة
» فلسفة مبسطة: الماركسية بين الجدلية والمركزية
الجمعة يوليو 13, 2018 9:52 am من طرف نبيل عودة
» الرأسمالية في التطبيق!!
الأربعاء مارس 07, 2018 10:42 pm من طرف نبيل عودة
» مطلوب مرشحين لرئاسة بلدية الناصرة
الثلاثاء يناير 30, 2018 6:59 pm من طرف نبيل عودة
» مؤسسة الفكر للثقافة والاعلام تصدر كتابا الكترونيا لنبيل عودة
السبت ديسمبر 23, 2017 7:25 am من طرف نبيل عودة
» خواطر ثقافية حول ديوان الشاعرة نعيمة عماشة: "يمام ورصاص"
الأحد سبتمبر 24, 2017 11:00 am من طرف نبيل عودة
» الواقع الثقافي العربي ومفهوم الحداثة
الإثنين سبتمبر 11, 2017 10:59 am من طرف نبيل عودة
» ديماموغيا
السبت سبتمبر 02, 2017 6:18 am من طرف نبيل عودة
» يستحق الاعدام
الثلاثاء أغسطس 22, 2017 11:06 pm من طرف نبيل عودة