فرجه
من يريد الدخول إلى المسرحية الفرجة عليه أن يخلع كل ما عليه من ملابس بل ربما سنحتاج مع تقدم الفرجة إلى خلع جلودنا وبعض من ذواتنا ليكتمل العرض وتنفرج أسارير المخرج والممثلين على حد سواء ولعل المتفرجين سيتم اختيارهم حسب حاجة النص ، ورغبة الكاتبة حتى يمكن البدء بلحظة العرض الأولى
ومن نعمة المكان أن المقاعد كلها في الصف الأول وما من صف ثاني
لذلك سيصبح الصراع محدودا حول المقعد الأوسط في الصف الوحيد المستقيم الأول وكان توزع المتفرجين مهندس على أساس الطول بادئ الأمر ثم غلبت المنظمين بعض الاعتبارات فأصبح يؤخذ بعين الاعتبار عند التوزيع درجة انتفاخ الجيوب
لم يكد العرض يبدأ حتى حدث شيء غريب لم يكن من الممكن حصوله لولا تدخل ظروف وأشخاص بالإضافة إلى تردد كاتبة النص فقد تحولت جوقة الممثلين إلى متفرجين على أحداث في الصالة بدت كمسرحية معدة مسبقا وكان الناس يتحركون في الصالة وفق إيقاعات محسوبة إلى أن انتهى الزمن المخصص للعرض فصفق الممثلون من فوق خشبة المسرح وأضيئت الصالة وخرج الجميع إلى الشارع وكأنهم خارجين من ليلة خمر شديدة الإحتساء ولم يتحدثوا مع بعضهم البعض إلا بإشارات من عين هنا أو إمالة رأس هناك وابتسامات استغراب وسرور خفي كان هناك شيء واحد لم ينتبهوا إليه أنهم لم يستعيدوا ثمن بطاقات الدخول لعلهم يفعلون ذلك في المرة القادمة بعد أن لبس آخر الحضور ثيابه وخرج من المسرح تم اتخاذ قرار عاجل من إدارة المسرح بإغلاقه كليا وإلى غير رجعة وتم تعليق القرار على كل جدران المدينة خشية أن يبقى أحدا إلا وسمع به وتجنبا لمسؤولية من هنا أو هناك تصيب الإدارة على هذا الفعل الذي ستوبخ عليه على أقل تقدير0
لزمن طويل ظل الناس يتناقلون هذه القصة ومع كل متحدث عنها كان تزيد مقطعا أو حدثا حتى بات من الصعب جدا معرفة بدايتها ونهايتها لازم الخوف والحيطة إدارة المسرح خشية إغلاق أقسام المؤسسة كلها والاستغناء عن وظائفهم ورميهم لأقدارهم فمنعوا كل نشاط أو عمل يستوجب حضور الناس حتى للفرجة
استيقظ إبراهيم وكان اكتشف سر ضحكه حد القهقهة في نومه بعد هذا الحلم الغريب الذي رآه ثم يمم وجهه الحائط وبكى عندما اكتشف أنه من الآن أصبح وحيدا وعليه إعداد نفسه لمواجهة عالم يخلو من رفح التي زينت القسم الأهم من عمره ثم طوت كل ذلك في حضن رجل آخر لن يهبها سوى أيام فرح ويمضي إلى عالمه المتداخل الموتور والى غابة من الكذب لن يقوى على الاستمرار بإخفائها زمنا طويلا
سينهار كل ذلك الكذب وتبدأ يداه التي تعد رفح بالاحتضان تمارس وحشية الذكورة الشرقية المتخلفة ربما تلك الوحشية هي كلمة السر في تعلقها العجيب به ولعلني لم أكتشف ذلك إلا متأخرا وحتى لو كنت اكتشفته من قبل فأنا غير قابل لممارسة الوحشية التي ظلت على طول عمري وعرضه تمارس ضدي كيف ستقبل ر فح بأن تكون جارية
على كل حال ملامح علاقتها به هي الموافقة وقبولها شكل من أشكال العبودية لكنها لا تعرف واقعيا كيف ممارسة هذا فلم تجربه يوما وهي المدللة إلى حد الاستجابة لكل طلباتها المسبقة حتى الصعبة جدا منها السعادة لن تدوم لأحد ولكن ما لذي يدفعنا إلى اختيار التعاسة والخوف الذي يصل إلى حد الرهاب والمضي في إخفاء الماضي كله بشخوصه وأحداثه مهما كانت صغيرة ومألوفة من خيالات ووقائع جديدة جدا سترمى على هامش الحياة أشياء انشغلنا نصف عمرنا في ترسيخها في داخلنا لكي نصبح على ما نحن عليه فهل يمكن أن ترمى عنا أم نرمى معا ؟ تلك هي المعركة الجديدة يا رفح وستكونين وقتها في الخندق وحيدة وحتى بدون حق الصراخ فأنا غير قادر على رمي ثقافة ألف عام من التمترس خلف قيم تمنع ارتباطك بشخص ولد في الضفة الأخرى من القبيلة ولكني سوف أتحمل النتائج بصدر رحب لأنك أنت تريدين ذلك وأني أظن أن زواجك هذا لن يدمر الكهنوت وإن فعل فهذا له معنى وحيد بأن الكذب قد وصل إلى هاويته المحتومة وبذلك فقط نكون أعدنا فتح صالة العرض ليظهر المسرحيون كما يحبون حتى لو اختلطوا بالجمهور
ولكن هل من ضمانة واحدة أن هذا الرجل التي أنت معه الآن قادرا على الخروج من هذا الكهنوت وإلى أي حد
كلما فكرت بذلك يقرع رأسي الجنون من جديد ولا أجد مخرجا لكما ولا لنا فهل أصابك هذا الجنون اقرعي الذاكرة سيستيقظ الحنين ويزودك بالقوة التي ترغبين للخروج من المحنة من الحب الذي ما يزال مغادرا بيتنا وأيامنا البور أعيدي بناء كل ما تهدم ولا تقعي بين مخالب اليأس رغم معرفتي أن الفقد يقشر أيامنا ويرمينا على هامش الحياة إذا ضعفنا أمام جبروته
الآن يا حبيبتي أعد لك احتفال المرايا بذاكرتها وسوف أمنحك فرصة تقليب صفحاتها واحدة فأخرى حتى تقفل أخر وجه غادرها للتو0
لعل تكتشفي ذاك التشابه العجيب بين كل الوجوه وحكايات أصحابها فالعالم لا يكاد يتحرك إلا عبر هذه الهزائم التي تمر علينا مرورا بطيئا وثقيلا إلى الحد الذي قد يهرسنا كقطة علقت في زحمة مرور سيارات لسائقين حديثي النعمة وما ينفع في وجه طيشهم ألوان شارات المرور عند ذلك تكتمل الهزيمة فهل تريدين أن نصبح بعد كل هذا صندوق فرجة لهم ؟ ويبصق المارة تأففا من رائحة عفنة لن تفارقنا 0
معك القليل من الوقت يا حبيبتي لكي تحسمي أمرك وتعودي وتعود معك فرحة الصباح ووجهك الصبوح يوقظني من نوم عميق لم أعرفه منذ زمان بعيد
معا سنغادر صالة العرض دون أن نلتفت وللمرة الأولى أو نتلفت خشية طعنة في الظهر أو في الخاصرة قد أعدها أحد الجالسين في الصالة أو المدونين على دفتر العائلة الذي أحب الخروج منه وأنا مسلحا بحضورك
الذي يمدني بالقوة والأمل بعدها لن تفتح الصالة أبدا وإن فتحت تكون الفرجة قد تيبست والناس إلى حتفهم يمضون قانعين إطفاء عام لمدة مفتوحة لماذا تنتهي المسرحية ولا ينتهي العرض ما العيب في أن يصعد الكثير من الصغار والقليل من الكبار ذكورا وإناث ويبولون على المسرح
معا جميعا في وقت واحد
وليعمر الضحك الهستيري ألف عام ومائة
سليمان مصياف 22/11/2000
من يريد الدخول إلى المسرحية الفرجة عليه أن يخلع كل ما عليه من ملابس بل ربما سنحتاج مع تقدم الفرجة إلى خلع جلودنا وبعض من ذواتنا ليكتمل العرض وتنفرج أسارير المخرج والممثلين على حد سواء ولعل المتفرجين سيتم اختيارهم حسب حاجة النص ، ورغبة الكاتبة حتى يمكن البدء بلحظة العرض الأولى
ومن نعمة المكان أن المقاعد كلها في الصف الأول وما من صف ثاني
لذلك سيصبح الصراع محدودا حول المقعد الأوسط في الصف الوحيد المستقيم الأول وكان توزع المتفرجين مهندس على أساس الطول بادئ الأمر ثم غلبت المنظمين بعض الاعتبارات فأصبح يؤخذ بعين الاعتبار عند التوزيع درجة انتفاخ الجيوب
لم يكد العرض يبدأ حتى حدث شيء غريب لم يكن من الممكن حصوله لولا تدخل ظروف وأشخاص بالإضافة إلى تردد كاتبة النص فقد تحولت جوقة الممثلين إلى متفرجين على أحداث في الصالة بدت كمسرحية معدة مسبقا وكان الناس يتحركون في الصالة وفق إيقاعات محسوبة إلى أن انتهى الزمن المخصص للعرض فصفق الممثلون من فوق خشبة المسرح وأضيئت الصالة وخرج الجميع إلى الشارع وكأنهم خارجين من ليلة خمر شديدة الإحتساء ولم يتحدثوا مع بعضهم البعض إلا بإشارات من عين هنا أو إمالة رأس هناك وابتسامات استغراب وسرور خفي كان هناك شيء واحد لم ينتبهوا إليه أنهم لم يستعيدوا ثمن بطاقات الدخول لعلهم يفعلون ذلك في المرة القادمة بعد أن لبس آخر الحضور ثيابه وخرج من المسرح تم اتخاذ قرار عاجل من إدارة المسرح بإغلاقه كليا وإلى غير رجعة وتم تعليق القرار على كل جدران المدينة خشية أن يبقى أحدا إلا وسمع به وتجنبا لمسؤولية من هنا أو هناك تصيب الإدارة على هذا الفعل الذي ستوبخ عليه على أقل تقدير0
لزمن طويل ظل الناس يتناقلون هذه القصة ومع كل متحدث عنها كان تزيد مقطعا أو حدثا حتى بات من الصعب جدا معرفة بدايتها ونهايتها لازم الخوف والحيطة إدارة المسرح خشية إغلاق أقسام المؤسسة كلها والاستغناء عن وظائفهم ورميهم لأقدارهم فمنعوا كل نشاط أو عمل يستوجب حضور الناس حتى للفرجة
استيقظ إبراهيم وكان اكتشف سر ضحكه حد القهقهة في نومه بعد هذا الحلم الغريب الذي رآه ثم يمم وجهه الحائط وبكى عندما اكتشف أنه من الآن أصبح وحيدا وعليه إعداد نفسه لمواجهة عالم يخلو من رفح التي زينت القسم الأهم من عمره ثم طوت كل ذلك في حضن رجل آخر لن يهبها سوى أيام فرح ويمضي إلى عالمه المتداخل الموتور والى غابة من الكذب لن يقوى على الاستمرار بإخفائها زمنا طويلا
سينهار كل ذلك الكذب وتبدأ يداه التي تعد رفح بالاحتضان تمارس وحشية الذكورة الشرقية المتخلفة ربما تلك الوحشية هي كلمة السر في تعلقها العجيب به ولعلني لم أكتشف ذلك إلا متأخرا وحتى لو كنت اكتشفته من قبل فأنا غير قابل لممارسة الوحشية التي ظلت على طول عمري وعرضه تمارس ضدي كيف ستقبل ر فح بأن تكون جارية
على كل حال ملامح علاقتها به هي الموافقة وقبولها شكل من أشكال العبودية لكنها لا تعرف واقعيا كيف ممارسة هذا فلم تجربه يوما وهي المدللة إلى حد الاستجابة لكل طلباتها المسبقة حتى الصعبة جدا منها السعادة لن تدوم لأحد ولكن ما لذي يدفعنا إلى اختيار التعاسة والخوف الذي يصل إلى حد الرهاب والمضي في إخفاء الماضي كله بشخوصه وأحداثه مهما كانت صغيرة ومألوفة من خيالات ووقائع جديدة جدا سترمى على هامش الحياة أشياء انشغلنا نصف عمرنا في ترسيخها في داخلنا لكي نصبح على ما نحن عليه فهل يمكن أن ترمى عنا أم نرمى معا ؟ تلك هي المعركة الجديدة يا رفح وستكونين وقتها في الخندق وحيدة وحتى بدون حق الصراخ فأنا غير قادر على رمي ثقافة ألف عام من التمترس خلف قيم تمنع ارتباطك بشخص ولد في الضفة الأخرى من القبيلة ولكني سوف أتحمل النتائج بصدر رحب لأنك أنت تريدين ذلك وأني أظن أن زواجك هذا لن يدمر الكهنوت وإن فعل فهذا له معنى وحيد بأن الكذب قد وصل إلى هاويته المحتومة وبذلك فقط نكون أعدنا فتح صالة العرض ليظهر المسرحيون كما يحبون حتى لو اختلطوا بالجمهور
ولكن هل من ضمانة واحدة أن هذا الرجل التي أنت معه الآن قادرا على الخروج من هذا الكهنوت وإلى أي حد
كلما فكرت بذلك يقرع رأسي الجنون من جديد ولا أجد مخرجا لكما ولا لنا فهل أصابك هذا الجنون اقرعي الذاكرة سيستيقظ الحنين ويزودك بالقوة التي ترغبين للخروج من المحنة من الحب الذي ما يزال مغادرا بيتنا وأيامنا البور أعيدي بناء كل ما تهدم ولا تقعي بين مخالب اليأس رغم معرفتي أن الفقد يقشر أيامنا ويرمينا على هامش الحياة إذا ضعفنا أمام جبروته
الآن يا حبيبتي أعد لك احتفال المرايا بذاكرتها وسوف أمنحك فرصة تقليب صفحاتها واحدة فأخرى حتى تقفل أخر وجه غادرها للتو0
لعل تكتشفي ذاك التشابه العجيب بين كل الوجوه وحكايات أصحابها فالعالم لا يكاد يتحرك إلا عبر هذه الهزائم التي تمر علينا مرورا بطيئا وثقيلا إلى الحد الذي قد يهرسنا كقطة علقت في زحمة مرور سيارات لسائقين حديثي النعمة وما ينفع في وجه طيشهم ألوان شارات المرور عند ذلك تكتمل الهزيمة فهل تريدين أن نصبح بعد كل هذا صندوق فرجة لهم ؟ ويبصق المارة تأففا من رائحة عفنة لن تفارقنا 0
معك القليل من الوقت يا حبيبتي لكي تحسمي أمرك وتعودي وتعود معك فرحة الصباح ووجهك الصبوح يوقظني من نوم عميق لم أعرفه منذ زمان بعيد
معا سنغادر صالة العرض دون أن نلتفت وللمرة الأولى أو نتلفت خشية طعنة في الظهر أو في الخاصرة قد أعدها أحد الجالسين في الصالة أو المدونين على دفتر العائلة الذي أحب الخروج منه وأنا مسلحا بحضورك
الذي يمدني بالقوة والأمل بعدها لن تفتح الصالة أبدا وإن فتحت تكون الفرجة قد تيبست والناس إلى حتفهم يمضون قانعين إطفاء عام لمدة مفتوحة لماذا تنتهي المسرحية ولا ينتهي العرض ما العيب في أن يصعد الكثير من الصغار والقليل من الكبار ذكورا وإناث ويبولون على المسرح
معا جميعا في وقت واحد
وليعمر الضحك الهستيري ألف عام ومائة
سليمان مصياف 22/11/2000
الأحد مايو 26, 2019 12:59 am من طرف نبيل عودة
» فلسفة مبسطة: الماركسية بين الجدلية والمركزية
الجمعة يوليو 13, 2018 9:52 am من طرف نبيل عودة
» الرأسمالية في التطبيق!!
الأربعاء مارس 07, 2018 10:42 pm من طرف نبيل عودة
» مطلوب مرشحين لرئاسة بلدية الناصرة
الثلاثاء يناير 30, 2018 6:59 pm من طرف نبيل عودة
» مؤسسة الفكر للثقافة والاعلام تصدر كتابا الكترونيا لنبيل عودة
السبت ديسمبر 23, 2017 7:25 am من طرف نبيل عودة
» خواطر ثقافية حول ديوان الشاعرة نعيمة عماشة: "يمام ورصاص"
الأحد سبتمبر 24, 2017 11:00 am من طرف نبيل عودة
» الواقع الثقافي العربي ومفهوم الحداثة
الإثنين سبتمبر 11, 2017 10:59 am من طرف نبيل عودة
» ديماموغيا
السبت سبتمبر 02, 2017 6:18 am من طرف نبيل عودة
» يستحق الاعدام
الثلاثاء أغسطس 22, 2017 11:06 pm من طرف نبيل عودة