خطة اسرائيلية لإعادة تجميع بدو الأغوار في "كانتونات" مغلقة
الهدف مصادرة الأرض وازالة العوائق أمام التوسع الإستيطاني
نبيل عودة
منذ مئات السنين ينتشر البدو بشكل واسع بين سفوح الأغوار وتلالها ووديانها،ويشكل وجود البدو عائقا امام مشاريع التوسع الاستيطاني والسيطرة على الأرض ومصادر المياه في الأغوار، سلطات الاحتلال الإسرائيلية طرحت بدائل تعتبر الأخطر في نظر البدو لتحويلهم إلى مراكز حضرية، اشبه بالمحميات الطبيعية التي كانت من نصيب الهنود الحمر في أمريكا، حيث عزلوا بعيدا عن البيض، ضمن سياسة عنصرية لم يعرف التاريخ البشري نماذجا شبيهة لها.نبيل عودة
البدائل التي يطرحها الاحتلال اليوم ومع اختلاف الواقع واختلاف المنطقة واختلاف المحتل واختلاف صاحب الأرض، تعيد للأذهان مصير الهنود الحمر، اليوم الحديث ليس عن محميات طبيعية، بل عن كانتونات يعزل فيها البدو الذين يشكلون حجر عثرة في طريق التوسع الاستيطاني والسيطرة على المزيد من الأرض الفلسطينية. كان آخر ما تفتقت عنه عقلية الاحتلال "خطة اعادة التموضع" التي تم اقرارها في عام 2011.
قبل ايام قليلة بدات الجرافات بحراسة حرس الحدود والجيش وبوجود ممثلي الادارة المدنية، عملية اخلاء اولية كان ضحيتها 60 شخصا بينهم 36 طفلا، جرى هدم 46 من الخيام والمباني المؤقتة ( هي منازل دائمة عمليا للبدو في الأغوار) وصادروا 32 خيمة طوارئ تبرعت بها منظمة الصليب الحمر الدولية ومنظمات مساعدة انسانية أخرى .وقام الجنود بفحص كل المركبات التي عبرت من الشوارع المحاذية للتاكد من خلوها من أي مواد مساعدة للمهجرين عنوة وحتى خزانات المياه اوقفت وجرى سكب الماء على الأرض .
بالطبع الحجة المعلنة لتغطية هذه العملية هي "تدريبات عسكرية". منذ عام 2012 تكررت هذه التدريبات ثمانية مرات، وكان الجيش يأمر الرعاة والمزارعين ترك المنطقة "مؤقتا" حتى "لا يلحق بهم الأذى"؟!
حسب مركز القدس للمساعدة القانونية؛ تعمل الادارة المدنية الإسرائيلية على بلورة خطة الاقتلاع منذ عام 2011، البعض أطلق على هذه العملية صفة "عملية تطهير"، هناك مؤشرات لتطبيقها خلال العام الجاري بعد تعرض سلطات الاحتلال لضغوطات من قبل المحاكم الإسرائيلية والاتحاد الأوروبي والمنظمات الحقوقية لايجاد بدائل للبدو الذين يتم ترحيلهم(تطهير ارضهم منهم) وهدم منازلهم، مركز القدس للمساعدة القانونية أوضح ان الادارة المدينة للإحتلال طرحت بدائل لتجميع البدو في مساحات محددة ضمن المناطق المصنفة "ج"، الا انها لا تلبي احتياجات البدو ونمط حياتهم.
ستشمل المرحلة الاولى التطهير ثلاث مناطق ، الأولى قرب منطقة العيزرية المعروفة بمنطقة مكب النفايات التابعة لبلدية القدس، الثانية منطقة بالقرب من اريحا قرب تجمع النويعمة والثالثة في الفصائل الفوقا. وهناك مناطق اخرى لنقل البدو اليها لم تعرف بعد. تشمل الخطة ترحيل 4 الاف مواطن في المرحلة الأولى، ولكن تبين ان الأماكن المقترحة لا تتسع لل 500 عائلة المزمع ترحيلها.
المثير في الأمر ان ما يسمى مناطق نيران باتت تشكل 46% من مساحة الأرض في الغور، اسرائيل لا تكتفي بذلك، اذ اعلن الاحتلال عن 20% من الأراضي الفلسطينية في الغور منطقة طبيعية محمية، أي يمنع الدخول اليها وزراعتها او الرعي فيها او الاقامة فيها . حسب صحيفة "هآرتس" العبرية جرى زرع الاف الألغام في المنطقة، هذا الى جانب مصادرة 2500 دونم زراعي من الفلسطينيين من اجل بناء السور الأمني. النتيجة انه من مساحة 1.6 مليون دونم في الغور ، تسيطر اسرائيل على 78% من الأرض. الجدير ذكره ان الغور هو أكثر المناطق هدوءا وأمنا للمستوطنين ولا يقوم الفلسطينيون "بمضايقات" للمستوطنين الذين أخذوا الأرض وسيطروا على أغلبية مصادر المياه ليطوروا زراعة نموذجية في ارض محتلة، بينما المزارع الفلسطيني يفتقد لمياه الري ، مياهه، واضطر للإنتقال للزراعة البعلية مما أضر برزقه أيضا.
nabiloudeh@gmail.com
الأحد مايو 26, 2019 12:59 am من طرف نبيل عودة
» فلسفة مبسطة: الماركسية بين الجدلية والمركزية
الجمعة يوليو 13, 2018 9:52 am من طرف نبيل عودة
» الرأسمالية في التطبيق!!
الأربعاء مارس 07, 2018 10:42 pm من طرف نبيل عودة
» مطلوب مرشحين لرئاسة بلدية الناصرة
الثلاثاء يناير 30, 2018 6:59 pm من طرف نبيل عودة
» مؤسسة الفكر للثقافة والاعلام تصدر كتابا الكترونيا لنبيل عودة
السبت ديسمبر 23, 2017 7:25 am من طرف نبيل عودة
» خواطر ثقافية حول ديوان الشاعرة نعيمة عماشة: "يمام ورصاص"
الأحد سبتمبر 24, 2017 11:00 am من طرف نبيل عودة
» الواقع الثقافي العربي ومفهوم الحداثة
الإثنين سبتمبر 11, 2017 10:59 am من طرف نبيل عودة
» ديماموغيا
السبت سبتمبر 02, 2017 6:18 am من طرف نبيل عودة
» يستحق الاعدام
الثلاثاء أغسطس 22, 2017 11:06 pm من طرف نبيل عودة