الميزان :
========
من أنت ؟؟ ( أنا ، أنا ) و حتى أبلغ المنى يجب أن أعرف ( هو ، هو ) و حتى أعرف الهو يجب أن أعرفك أنت ضمن خصائص تخلقك فالإختلاف لا يؤدي إلى الخلاف ... و أشد التغيرات هي في الطبيعة الإنسانية و لمن خاف مقام ربه جنتان : فيك نفخة الإله و تواتر نفحاته و فيك عنصر المياه و التراب و جذباته ...
النفس تنتقل بمددها من ضوء الشمعة للمصباح للنجم للكوكب الدري للشمس المشعشة بالنور الكلي و أما انقطاع بني الإنسان عن مائدة السماء يجعله كفيفا و لو أشعل حوله كل المصابيح فهو في ظلمات بعضها فوق بعض ...
فاصنع المعروف تأتيك حبة القمح تملأ وادي رهبتك سنابل ، يشرق كوكبك و يحيى قلبك و ينصهر البنيان بما أشار إليه البنان من جناب البار الرحيم ...
الروح تفيض على العقل باللامحدودية ، فمن دق بيد العشق باب الكرامة فتح له الباب و سمع الجواب و ما يلقاها إلا ذو حظ عظيم ....
أما الأنانية في طوق الحديد الذي يطوق عالمك الصغير و يفك عن ألواح مركبك المسامير ثم يطوي الأجنحة الطنانة طي أرياش السهم في الكنانة .... و أما التفاني بلا مناص ففيها سلوة العاشقين و أنس المتحابين على عرش الإخلاص ...
اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم :
تسقط شعرة في كوب الحليب ، تتجول خنفساء عملاقة عند الصحون في المطبخ ، تسقط بقايا طائر مرتحل فوق هامتك ، تحمل فوق ظهرك خشبة محترقة ، يرميك الأحمق بالبطيخ و ينقلب إلى أهله متضاحكا ، يقحم اللئيم خيطه السام بلحم شفتيك ، تضع رأسك على بطن بقرة قدم لها البصل لتقوى شهيتها ، تماشي صديقك نحو جبل عال و بين يديك حملا ثقيلا فلا تنتهي فكاهاته خطوة بخطوة دون أن يخفف عنك مظلوميتك ، تطلب من الحكيم شرابا يطفئ حمرة الخطوب فيأتيك بكأس فارغ مقلوب ، يأتيك بريش الديك و مطلبك عصير من فواكه متنوعة ...
أمام المحنة تجلد و تصامم و اغفر لمن أساء إليك و لا تفضح من استأمنك تندم ندما يودي براحة بالك لأمد بعيد ...
وحيد :
في غرفة يلفها السكون يا أحبتي أضوء القنديل و افتح دفتر ذكرياتي و أنزع من بين أوراقه وردة حمراء قد تيبست ، أقربها من أنفي فترد إلي رائحة تبغ جدي المنصرف من الحياة ، أغرق في كرسي خشبي قديم و أسوي شعري المبعثر بأصابعي ثم يتسرب النعاس إلى كينونتي و بعد سنة من النوم أنتبه لصوت جدتي و هي تقدم لي مشروب الزوفا و تقول : قم يا حبيبي اشرب هذا الكأس لعله يدفئ ساقيك فتهب لمساعدة خالك الذي ينقل أثاث منزله القديم للمزرعة ....
طردت الملل عن جوارحي و فردت للمساعدة جوانحي و أومأت برأس ، شربت الزوفا و أطلقت خطواتي العجولة عبر الطريق الترابي نحو الخال لأساعده في حمل الأثقال ....
الكاتب : نزار العمر
مصياف 17 تموز 2012م
========
من أنت ؟؟ ( أنا ، أنا ) و حتى أبلغ المنى يجب أن أعرف ( هو ، هو ) و حتى أعرف الهو يجب أن أعرفك أنت ضمن خصائص تخلقك فالإختلاف لا يؤدي إلى الخلاف ... و أشد التغيرات هي في الطبيعة الإنسانية و لمن خاف مقام ربه جنتان : فيك نفخة الإله و تواتر نفحاته و فيك عنصر المياه و التراب و جذباته ...
النفس تنتقل بمددها من ضوء الشمعة للمصباح للنجم للكوكب الدري للشمس المشعشة بالنور الكلي و أما انقطاع بني الإنسان عن مائدة السماء يجعله كفيفا و لو أشعل حوله كل المصابيح فهو في ظلمات بعضها فوق بعض ...
فاصنع المعروف تأتيك حبة القمح تملأ وادي رهبتك سنابل ، يشرق كوكبك و يحيى قلبك و ينصهر البنيان بما أشار إليه البنان من جناب البار الرحيم ...
الروح تفيض على العقل باللامحدودية ، فمن دق بيد العشق باب الكرامة فتح له الباب و سمع الجواب و ما يلقاها إلا ذو حظ عظيم ....
أما الأنانية في طوق الحديد الذي يطوق عالمك الصغير و يفك عن ألواح مركبك المسامير ثم يطوي الأجنحة الطنانة طي أرياش السهم في الكنانة .... و أما التفاني بلا مناص ففيها سلوة العاشقين و أنس المتحابين على عرش الإخلاص ...
اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم :
تسقط شعرة في كوب الحليب ، تتجول خنفساء عملاقة عند الصحون في المطبخ ، تسقط بقايا طائر مرتحل فوق هامتك ، تحمل فوق ظهرك خشبة محترقة ، يرميك الأحمق بالبطيخ و ينقلب إلى أهله متضاحكا ، يقحم اللئيم خيطه السام بلحم شفتيك ، تضع رأسك على بطن بقرة قدم لها البصل لتقوى شهيتها ، تماشي صديقك نحو جبل عال و بين يديك حملا ثقيلا فلا تنتهي فكاهاته خطوة بخطوة دون أن يخفف عنك مظلوميتك ، تطلب من الحكيم شرابا يطفئ حمرة الخطوب فيأتيك بكأس فارغ مقلوب ، يأتيك بريش الديك و مطلبك عصير من فواكه متنوعة ...
أمام المحنة تجلد و تصامم و اغفر لمن أساء إليك و لا تفضح من استأمنك تندم ندما يودي براحة بالك لأمد بعيد ...
وحيد :
في غرفة يلفها السكون يا أحبتي أضوء القنديل و افتح دفتر ذكرياتي و أنزع من بين أوراقه وردة حمراء قد تيبست ، أقربها من أنفي فترد إلي رائحة تبغ جدي المنصرف من الحياة ، أغرق في كرسي خشبي قديم و أسوي شعري المبعثر بأصابعي ثم يتسرب النعاس إلى كينونتي و بعد سنة من النوم أنتبه لصوت جدتي و هي تقدم لي مشروب الزوفا و تقول : قم يا حبيبي اشرب هذا الكأس لعله يدفئ ساقيك فتهب لمساعدة خالك الذي ينقل أثاث منزله القديم للمزرعة ....
طردت الملل عن جوارحي و فردت للمساعدة جوانحي و أومأت برأس ، شربت الزوفا و أطلقت خطواتي العجولة عبر الطريق الترابي نحو الخال لأساعده في حمل الأثقال ....
الكاتب : نزار العمر
مصياف 17 تموز 2012م
الأحد مايو 26, 2019 12:59 am من طرف نبيل عودة
» فلسفة مبسطة: الماركسية بين الجدلية والمركزية
الجمعة يوليو 13, 2018 9:52 am من طرف نبيل عودة
» الرأسمالية في التطبيق!!
الأربعاء مارس 07, 2018 10:42 pm من طرف نبيل عودة
» مطلوب مرشحين لرئاسة بلدية الناصرة
الثلاثاء يناير 30, 2018 6:59 pm من طرف نبيل عودة
» مؤسسة الفكر للثقافة والاعلام تصدر كتابا الكترونيا لنبيل عودة
السبت ديسمبر 23, 2017 7:25 am من طرف نبيل عودة
» خواطر ثقافية حول ديوان الشاعرة نعيمة عماشة: "يمام ورصاص"
الأحد سبتمبر 24, 2017 11:00 am من طرف نبيل عودة
» الواقع الثقافي العربي ومفهوم الحداثة
الإثنين سبتمبر 11, 2017 10:59 am من طرف نبيل عودة
» ديماموغيا
السبت سبتمبر 02, 2017 6:18 am من طرف نبيل عودة
» يستحق الاعدام
الثلاثاء أغسطس 22, 2017 11:06 pm من طرف نبيل عودة