لمياء شابة في مقتبل العمر،يتيمة الأبوين ،لها شقيقين صغيرين ترعاهما..
تشتغل في البيوت لتوفر لهما احتياجات الحياة..
وذات يوم استيقظت لمياء ولاشيئ في البيت ، استيقظ الصغار، طلبا منها طعاما،
فتشت لمياء هنا وهناك ،لم تجد سوى نعناع وسكر وخبز يابس
صنعت لهما محلول النعناع ،ورشت قطع الخبز اليابس بالماء ثم دفأته ...
أطعمتهما وأعطت كل واحد منهما قصة وقالت لهما حينما أعود يجب أن يحكي لي كل واحد ملخص قصته...
ودعتهما
أغلقت الباب وخرجت لعلها تجد امرأة تحتاج لخادمة تساعدها بداية النهار
حدقت في السماء ثم طأطأت رأسها وقالت :بسم الله ،توكلت على الله ،آمنت بالله ، ولاحول ولا قوة إلا بالله.....
وهي تمشي رأت *هرة * هاربة من كلب يطاردها ...
التقطت الحصى من الأرض ، رمت الكلب حتى ابتعد ، مسكت الهرة، مسحت على فروتها.. وقالت: لاتخافي لن أتركك حتى أجد لك مأمنا..
نظرت لمياء عن شمالها فإذا بطفلة تلعب ،سألتها ؛ عزيزي ألا تعرفين هرة من هذه؟
الطفلة: إنها هرة الحاج محمد
لمياء: من يكون الحاج محمد ؟
الطفلة: مقيم جديد بدربنا ،هوذا بيته
طرقت لمياء باب الحاج ، خرج إليها ،ألقت عليه التحية وقالت؛ هل هذه هرتك؟
ح محمد: أجل مابها؟
لمياء: وجدت كلبا يطاردها فرق قلبي وأنقدتها
ح محمد: شكرا يآبنتي أصيلة أنت شكرا لك ...
لمياء ؛ عفوا سيدي مع السلامة
انصرفت لمياء ، ناداها الحاج محمد :لمياء!
التفتت لمياء قائلة حاضر عمي ماذا هناك؟
ح محمد: هل تعرفين فقراء أو يتامى بهذا الدرب ؟
لمياء: نعم ...
ح محمد : لدي مال للزكاة وقد لاحظت حبك لفعل الخيرلدا قررت منحك إياه لتنوبين عني في منحه لمن يستحقه..
لمياء: تسيطر عليها الدموع ...تخرج رغما عنها ....
ح محمد ؛ ما بك يا ابنتي ؟
لمياء : لا شيئ
ح محمد: ولما تبكي إذا؟
لمياء: تحكي للحاج في خجل (قصه خروجها من البيت)
ح محمد : لا عليك أنا محل والدك أي شيئ تحتاجينه أطرقي بابي دون حرج
لمياء : جزاك الله كل خير...
انصرفت لمياء وهي تقول :الحمد لله الذي أغناني بحلاله عن حرامه ،وبفضله عمن سواه....
سمعت صوتا ، التفتت ، أشار لها ح محمد بالتوقف ، وقفت ،لحق بها ،دنى منها ،طأطأت رأسها ، قال ح محمد: نسيت أن أعرفك بنفسي أنا رجل أعمال وأبحث عن موظفات في مثل سنك وبمثل أخلاقك
أعطني رقم هاتفك ، أنا مظطر للسفر بضعة أيام ، ولما أعود سأتصل بك ، لتلتحقي بالعمل ......