منتديات بيسان الثقافية

عزيزنا الزائر
وجودك يسعدنا حقا ونتشرف بانضمامك لاسرتنا الكريمة
منتديات بيسان الثقافية

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات بيسان الثقافية

عزيزنا الزائر
وجودك يسعدنا حقا ونتشرف بانضمامك لاسرتنا الكريمة
منتديات بيسان الثقافية

منتديات بيسان الثقافية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
نعتذر من جميع الأعضاء والزوار في حال واجهتكم أية مشكلة حاليا بسبب الإصلاحات التقنية في المنتدى بغرض تطويره من ناحية الشكل
نرحب بجميع الزوار والأعضاء ونتمنى لهم كل المتعة والفائدة في منتديات بيسان الثقافية ويرجى التسجيل بالاسم الحقيقي ولن نقبل أسماء مستعارة ويمنع التسجيل بعضويتين في المنتدى ,شاكرين تفهمكم ولكم منا كل التحية والتقدير
لمن يواجه صعوبة بالتسجيل أو أية مشكلة يرجى إرسال رسالة إلى الإيميل التالي(Rami_Wasoof@hotmail.com) وشكرا

المواضيع الأخيرة

» كل ما لا تستعمله زوجتي
حتى يجف من الماء... Icon_minitime1الأحد مايو 26, 2019 12:59 am من طرف نبيل عودة

» فلسفة مبسطة: الماركسية بين الجدلية والمركزية
حتى يجف من الماء... Icon_minitime1الجمعة يوليو 13, 2018 9:52 am من طرف نبيل عودة

» الرأسمالية في التطبيق!!
حتى يجف من الماء... Icon_minitime1الأربعاء مارس 07, 2018 10:42 pm من طرف نبيل عودة

» مطلوب مرشحين لرئاسة بلدية الناصرة
حتى يجف من الماء... Icon_minitime1الثلاثاء يناير 30, 2018 6:59 pm من طرف نبيل عودة

» مؤسسة الفكر للثقافة والاعلام تصدر كتابا الكترونيا لنبيل عودة
حتى يجف من الماء... Icon_minitime1السبت ديسمبر 23, 2017 7:25 am من طرف نبيل عودة

» خواطر ثقافية حول ديوان الشاعرة نعيمة عماشة: "يمام ورصاص"
حتى يجف من الماء... Icon_minitime1الأحد سبتمبر 24, 2017 11:00 am من طرف نبيل عودة

» الواقع الثقافي العربي ومفهوم الحداثة
حتى يجف من الماء... Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 11, 2017 10:59 am من طرف نبيل عودة

» ديماموغيا
حتى يجف من الماء... Icon_minitime1السبت سبتمبر 02, 2017 6:18 am من طرف نبيل عودة

» يستحق الاعدام
حتى يجف من الماء... Icon_minitime1الثلاثاء أغسطس 22, 2017 11:06 pm من طرف نبيل عودة


2 مشترك

    حتى يجف من الماء...

    نبيل عودة
    نبيل عودة


    عدد المساهمات : 209
    تاريخ التسجيل : 16/07/2011
    العمر : 77

    حتى يجف من الماء... Empty حتى يجف من الماء...

    مُساهمة من طرف نبيل عودة الخميس أغسطس 04, 2011 11:56 pm


    حتى يجف من الماء...

    قصة نبيل عودة

    كثرت الأقاويل حول ابنة حارتنا جانيت، لوهلة تبدو فتاة جميلة الوجه، سمارها الداكن يعطيها جاذبية خاصة، وشعرها الأسود الطويل المجدل بجدولين يضفي عليها مسحة جمالية تشد الأبصار.
    ولكنها فتاة لا تحب عمل البيت، وتجلس وحيدة معظم ساعات النهار.
    كنا صغارا نتفاجأ من وحدتها ومن عبوسها الدائم في وجوهنا. أهلنا نبهونا ان لا نتعرض لها، لأن الله يحب كل ابنائه مهما كانوا مختلفين .
    لم نفهم مسألة حب الله لأبنائه رغم اختلافهم ، فنحن لم نطرح تساؤلات عن هذا الموضوع. ولم نفهم بالتالي تخوف أهلنا من مضايقتنا لابنة حارتنا جانيت.
    في الحقيقة كنا نسخر منها، ونحاول اثارة غضبها لتلحقنا بفردة حذائها وهي تنط مثل الجندب. هذا الأمر كان يملأنا ضحكا.
    في جيل المراهقة صرنا ننظر الى جانيت نظرات فيها شهوة غريبة لم نعرفها سابقا. كانت حين تحرك ساقيها لتغيير زاوية جلوسها ينكشف بعض فخذها فوق الركبة ، فنهلل بسعادة ونبدأ بإشارات لإثارتها وجعلها دائمة الحركة فوق كرسيها.
    كانت تمضي الأيام على شقونتنا وسؤال واحد يقلقنا ، لماذا لا تشارك جانيت بنات الحارة في العابهن؟ انها فتاة جميلة، بل أجمل من الكثير من بنات الحارة، عاقلة جدا وصموتة جدا الا حين ننجح باخراجها من صمتها وهدوئها.
    قالوا لنا أنها مصابة بلطف الله. لم نفهم لطف الله الا بأنه أضفى عليها حسنة نفتقدها.في فجر أحد الأيام انفجر غضبها على أهلها.. علت شتائمها وطار الزبد من شفتيها، وبصعوبة أمسكوا بها،وهي تقاوم بشراسة بكل قوتها، لم نكن نعرفها بهذه الشراسة والعدوانية.
    ومن يومها غابت جانيت عن حارتنا وغابت عن كرسيها في زاوية بلكون بيتها وبدأنا ننسى جانيت ، وحين نسال عنها يقال انها في مصحة عقلية، وبعضنا قال انها في العصفورية، وتعلمنا ان العصفورية هي مصحة عقلية لمن يصابون بلطف الله وان لطف الله يعني الجنون، وليس حسنة تضاف للشخص الذي يختاره الله للطفه.
    هل حقا كانت جانيت مجنونة، ام انها جنت فجاة في فجر ذلك اليوم؟ نحن نعرف المجانين مشردين في الشوارع ، ثيابهم رثة ووسخة،ويكلمون انفسهم ، ونلحقهم لنضحك على كلماتهم وحركاتهم، ولكن جانيت كانت فتاة مرتبة الثياب ، شعرها دائما بجدولية يتدلى على ظهرها طويلا جميلا تتمناه كل فتاة. رغم شقوتنا ومحاولاتنا لاستفزازها كانت قليلا ما تغضب وتلحقنا بشتائمها. واذا فعلت تعود بعد دقائق الى مقعدها هادئة وكأن شيئا لم يحدث ، مما يجعلنا حقا نلوم انفسنا على ما سببناه لها، ونتعهد ان لا نكرر فعلتنا، وكثيرا ما وصلت شكاوي والدتها لأهلنا، فتعرضنا للعقاب الشديد بسبب تطاولنا على جانيت.
    الشيء الغريب في قصة جانيت انها كانت تحب السباحة وتجيدها، وفي ايام الصيف ترافقها والدتها الى بركة السباحة ، حيث تسبح ولا تخرج من الماء الا بعد رجاء والدتها الطويل . ترى هل هي مجنونة حقا، ام بها مرض آخر ؟ لا تبدو مثل مجانين البلد . بل منعزلة وهادئة، فهل هذا يعتبر جنونا؟ ام مرضا يعالج بسهولة.
    صرنا شبابا ومعظمنا تزوج وصار أبا لأولاد ، وصارت جانيت نسيا منسيا من الماضي، توفيت والدتها وظل والدها العاجز حيا لفترة أطول قليلا، ولكن أختها العانس ظلت في البيت، لم تكن جميلة،بل بشعة الوجه بشكل لا يريح النظر لوجهها، وكثيرا ما قالت والدتي لو ان الله عدل لأعطى وجه جانيت وشعرها الجميل لأختها ليرزقها الله بعريس، وأعطى جانيت الهبلة وجه أختها. وكنت اسمع وقتها تعبير "الهبلة" لأول مرة.
    في فجر أحد الأيام سمعنا حركة سيارات قرب منزل جانيت، وشاهدنا اختها تخرج راكضة لتعانق امراة تنزل من احدى السيارات ، ولولا شعرها المجدل الطويل لما عرفنا انها جانيت. جمالها لم يتغير. تعانقت الأختان، كانت الحارة تبصبص من الشبابيك والبلاكين على هذا اللقاء الذي لم يتوقعه أحد.
    ترى هل عادت جانيت الى وعيها وعقلها؟
    هذا الأسئلة ترددت كثيرا في الأيام الأخيرة. لم تعد جانيت تجلس على كرسيها في البلكون. كانت تتحرك داخل البيت، أحيانا نراها تكنس أو تمسح الأرض، واحيانا تنشر بعض الغسيل. ترى هل اكتمل علاجها؟ هل أعفاها الله من لطفه ؟!
    وبدأت تتجمع الحكايات عن جانيت، قالوا أن تحريرها جاء بعد أثبتت أنها امرأة عاقلة ومسئولة.
    وكيف جرى ذلك؟
    يقال ان احد المرضى في نفس العصفورية، سقط في بركة مياه عميقة، بعد ان تسلق الحاجز، الذي يفصل ساحة المستشفى عن البركة ، وقام ضجيج قوي من الممرضات المرعوبات ، فما كان من جانيت إلا أن ركضت وقفزت فوق الحاجز ، وغاصت وراءه إلى قعر البركة وسحبته إلى سطح البركة وأنقذته من الموت غرقا.. وعليه قرر الأطباء أنها فتاة عاقلة تستطيع أن تعيش وسط الناس بدون مشاكل.
    وبما اننا أقرب الجيران فقد دعونا جانيت وأختها للعشاء في أحدى الأمسيات.
    وبصراحة تصرفت جانيت بشكل طبيعي ، وشكرتنا على الوجبة الشهية، وعندما عرضنا عليها فنجان قهوة اعتذرت بقولها انها لا تشرب الا الشاي فاعدت لها والدتي فنجان شاي.
    كانت صموتة، وترد على التساؤلات بكلمات مقتضبة. وحدثتنا اختها بفخر كبير عن جانيت كيف أنقذت شابا من الغرق،الأمر الذي حدا بأطباء المستشفى أن يحرروها إلى بيتها. وها هي حقا هادئة تتجاوب مع الناس، لا يبدو عليها أمر غريب ، أو غير عادي عن أي شخص لم يصيبه الله بلطفه.
    سالتها ونحن نجلس في الصالون بعد العشاء:
    - وهل ما زلت تحبين السباحة يا جانيت؟
    - السباحه اجمل ما في الحياة.
    ولم تخافي من الغرق عندما قفزت لإنقاذ زميلك المريض؟
    هزت رأسها مبتسمة :
    - ولماذا أخاف ، أنا سباحة ماهرة؟
    - وهو هل تحسنت حالته ؟
    - للأسف لا .
    قالتها بحزن شديد.
    - هل مات متأثرا من غرقه؟
    - مات معلقا من رقبته في الحمام؟
    - هل انتحر؟
    - لا لم ينتحر.
    - ولماذا شنق نفسه في الحمام؟
    - لم ينتحر. أنا علقته ليجف من الماء...

    nabiloudeh@gmail.com
    سليمان الشيخ حسين
    سليمان الشيخ حسين
    رئيس مجلس الإدارة - شاعر عربي


    عدد المساهمات : 4028
    تاريخ التسجيل : 17/04/2011
    العمر : 74

    حتى يجف من الماء... Empty رد: حتى يجف من الماء...

    مُساهمة من طرف سليمان الشيخ حسين الخميس سبتمبر 01, 2011 1:05 am

    القدير نبيل عوده
    في نصك كشف عال عن التناقضات العميقة من خلال لقطات تبد عابره ولكنها شديدة التأثير حين قلت مثلا ( لم نفهم حب الله لأبنائه رغم اختلافهم) وأتفق معك بأن طرح هذا السؤال ضروري
    ومن ناجية ثانية
    أجد القفلة الساخرة التي تجعل من الموت أمرا عادي كما صار واقعا لدينا مذ خلقنا وحتى آخر قطرة دم في بلاد العرب أوطاني نسفكها بأيدنا لعلنا نسابق العدو وفي متابعتي لك أحصل على متعة الحدث وبساطة التعبير الذي يمكنه الوصول إلى كل عقل مودتي تلك هي
    نبيل عودة
    نبيل عودة


    عدد المساهمات : 209
    تاريخ التسجيل : 16/07/2011
    العمر : 77

    حتى يجف من الماء... Empty رد: حتى يجف من الماء...

    مُساهمة من طرف نبيل عودة الخميس سبتمبر 01, 2011 12:01 pm

    لا بد للكاتب أن يفكر بعقل مجنون ليفهم طريقة رد فعل المجنون على الحدث.
    الموضوع يتعلق ايضا بمعرفة للعمق للنفسيات المختلفة، وهذا الأمر هو زاد الكاتب ، اي كاتب كان، اذا اراد رسم شخصيات تنبض بالحياة وليس مجرد دمى يتكلم عنها ويتحرك بدلا منها.
    شكرا على زيارتك لجانيت. امل ان لا يزورها احدالا وهو جاف تماما!!

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد نوفمبر 24, 2024 12:55 am