منتديات بيسان الثقافية

عزيزنا الزائر
وجودك يسعدنا حقا ونتشرف بانضمامك لاسرتنا الكريمة
منتديات بيسان الثقافية

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات بيسان الثقافية

عزيزنا الزائر
وجودك يسعدنا حقا ونتشرف بانضمامك لاسرتنا الكريمة
منتديات بيسان الثقافية

منتديات بيسان الثقافية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
نعتذر من جميع الأعضاء والزوار في حال واجهتكم أية مشكلة حاليا بسبب الإصلاحات التقنية في المنتدى بغرض تطويره من ناحية الشكل
نرحب بجميع الزوار والأعضاء ونتمنى لهم كل المتعة والفائدة في منتديات بيسان الثقافية ويرجى التسجيل بالاسم الحقيقي ولن نقبل أسماء مستعارة ويمنع التسجيل بعضويتين في المنتدى ,شاكرين تفهمكم ولكم منا كل التحية والتقدير
لمن يواجه صعوبة بالتسجيل أو أية مشكلة يرجى إرسال رسالة إلى الإيميل التالي(Rami_Wasoof@hotmail.com) وشكرا

المواضيع الأخيرة

» كل ما لا تستعمله زوجتي
ارتحال نحو ثنايا  الغياب... Icon_minitime1الأحد مايو 26, 2019 12:59 am من طرف نبيل عودة

» فلسفة مبسطة: الماركسية بين الجدلية والمركزية
ارتحال نحو ثنايا  الغياب... Icon_minitime1الجمعة يوليو 13, 2018 9:52 am من طرف نبيل عودة

» الرأسمالية في التطبيق!!
ارتحال نحو ثنايا  الغياب... Icon_minitime1الأربعاء مارس 07, 2018 10:42 pm من طرف نبيل عودة

» مطلوب مرشحين لرئاسة بلدية الناصرة
ارتحال نحو ثنايا  الغياب... Icon_minitime1الثلاثاء يناير 30, 2018 6:59 pm من طرف نبيل عودة

» مؤسسة الفكر للثقافة والاعلام تصدر كتابا الكترونيا لنبيل عودة
ارتحال نحو ثنايا  الغياب... Icon_minitime1السبت ديسمبر 23, 2017 7:25 am من طرف نبيل عودة

» خواطر ثقافية حول ديوان الشاعرة نعيمة عماشة: "يمام ورصاص"
ارتحال نحو ثنايا  الغياب... Icon_minitime1الأحد سبتمبر 24, 2017 11:00 am من طرف نبيل عودة

» الواقع الثقافي العربي ومفهوم الحداثة
ارتحال نحو ثنايا  الغياب... Icon_minitime1الإثنين سبتمبر 11, 2017 10:59 am من طرف نبيل عودة

» ديماموغيا
ارتحال نحو ثنايا  الغياب... Icon_minitime1السبت سبتمبر 02, 2017 6:18 am من طرف نبيل عودة

» يستحق الاعدام
ارتحال نحو ثنايا  الغياب... Icon_minitime1الثلاثاء أغسطس 22, 2017 11:06 pm من طرف نبيل عودة


3 مشترك

    ارتحال نحو ثنايا الغياب...

    ريم بدر الدين
    ريم بدر الدين


    عدد المساهمات : 27
    تاريخ التسجيل : 21/04/2011

    ارتحال نحو ثنايا  الغياب... Empty ارتحال نحو ثنايا الغياب...

    مُساهمة من طرف ريم بدر الدين السبت مايو 14, 2011 4:18 pm

    ارتحال نحو ثنايا الغياب...
    هل أصدقك القول كما تعودت مني دوما؟
    كنت أحاول دوما أن أجتهد في وأد تلك الساكنة فيَ بينما فروض ولائها تقدمها لكينونة أخرى ! ظننت أنني قد بلغت أقصى اليأس ،لكنني اليوم أراني احتززت عنق الشوق و ألقيت به في جب عميق و إن جربت ان تطرق بابها ستعرف أن المكان قد خلا منها !!. جل ما أخشاه أن يلتقطه السيّارة و يتخذونه ولدا يرسل لي رائحته في قميص يرتد الحب في قلبي إثرها بصيرا كأن لم يمسسه سوء...
    هل أخبرتك يوما أننا عندما نكون في قبضة الحب نفقد ذواتنا، نسد أمداءنا ببضعة حروف مكررة متشابهة و باهتة تماما كغسيل فقد رونقه، و في اللحظة التي نخال أننا منه تحررنا نسترجع إحساسنا بالأشياء و طزاجتها و روعة الاندهاش لدى اكتشافها على الطريق و نسيانها على الطريق أيضا ..؟سؤال غريب يطرأ على قلبي دوما : لماذا كلما عدت أدراجي وجدت أشيائي الضائعة و المستعادة لا تتخذ سبيلها في درب النسيان سربا بل تفترش الأرض في انتظاري ؟
    هل تجدني غريبة الملامح هذا النهار؟ و أنا أيضا أجد هذا ...فتصور كيف لنا القدرة على حمل هذا الكم من القدرة على إدهاش ذواتنا دون أن ندري ..و دون أن نعي نبذرها بلامبالاة كبيرة في حنايا الروح ... لتزهر دهشة جديدة ذات دهشات وليدة ..
    أهيئ نفسي إن امتد بي العمر لأيام تعدني بالهدوء، و أعرف أن الأزمنة لا تفي بوعودها غالبا لكنها معي ستصدق يوما ما !!
    أمنية ماثلة أمام قلبي : شروق في حضن الخضرة ارتقي ضلوع الوقت أغوص في زرقة السماء .. أو استرق من ورديها نتفة ألون بها نسيجي، أشاركها الشغب إذ نكثت حشايا وسائدها البيض طول المدى و عرضه ثم أشاركها جمعه في أكياس مثقوبة عند أفول النور..
    لست أدري إن كنت سأتنازل عن كمية التمرد التي بذرت في ساحات روحي ، لاعلم متوفر لدي إن كانت الحرية التي ستكون ستهبني السعادة التي أنشد لكنني أعرف أنني في حينها سأدع ذاتي تمارس ذاتها لو مرة في العمر .
    سأبتسم في ذاك الوقت عندما أتذكر عجوزا طرقت علي باب بيتي العربي الدمشقي ذات شتاء...كانت بائعة " القضامة " و بيتها بعيد و البرد قارص ... غزلت لي ذاكرتها في حكاية أضحكتني و أبكتني ثم فتحت راحتي ووضعت فيها بعضا من روحها ..سرت في دمائي امتنانا فقبلت يدها ..كلا منا كانت أنثى لكن بطريقتها !
    ربما سأجلس كتلك العجوز التي زرتها في بيتها صبيحة يوم صيفي جالسة في" أرض الديار "ترتشف القهوة ،لا تعجب يا صديقي فيبدو أن القهوة صديقة مقربة لكل النساء ، " رقصة ستي " انسابت من أوتارها كجدول عطر مازال ينعم بحريته،حدثتني موسيقاها عن غيمات وردية و حدثتها كم هو مولع عودها بأناملها الشفافة ..كلا منا كانت عاشقة، لكن بأسلوبها!
    سأكون، ربما ، تلك التي عقدت صلحا كبيرا مع حتمية الرحيل و بدأت تعد أمتعتها له .
    كتلك عجوز ناراياما ...أعدت كل ما يلزم ، كل ما يليق، كل ما تريد ليكون الرحيل مناسبا و لائقا .. تبتلت و تهجدت و طلبت من الخالق أن يمنحها سلاما و بردا يوازي محبتها له .
    لست أعلم إن كان المرء على مشارف مرحلة أخرى من العمر على استعداد أن يعيد ترتيب أصابعه و مقاعد قلبه و "كراكيب " ضميره و فكره بطريقة أخرى ... ليقوم بحركة جديدة كل الجدة و غريبة أيضا و أحيانا مستهجنة ،يتخلى عن الترف و الدعة إلى حياة فيها الكثير من التعب و فيها الكثير من الحب أيضا ..
    في هذه اللحظة حيث كل الأواصر ممزقة إلا تلك التي تربطني بك ، كل الطرق مسدودة إلا التي تؤدي إلى قلبك ، كل الكون لا يصغي إلا سكان روحك المتعبة أجدني كشجرة اجتثت من جذورها و رميت في رحم الهواء سأجلس في شرفتي أحتسي رائحة القهوة من ذاكرة يديك و عينيك... ألم أعدك أنني إن هيأ لي ربي عمرا طويلا سأنعم فيه بالهدوء؟ فـ عليك من قلبي السلام
    * بائعة " القضامة" بائعة عجوز متجولة كانت تبيع القضامة وهي عبارة عن حمص مملح المحمص أو المغطى بالسكر .. تمر ببيوت حينا آتية من الريف و إذا تأخر بها الوقت في المدينة تطرق أي باب من أبواب الحي دون أن تعرف أهله فيضيفونها بكرم و هي عادة دمشقية أصيلة.
    *عازفة العود خالتي أم ذكاء تلك التي جمعت مهارات الأنثى الأنثى في امرأة من القرن الماضي برعت في عزف العود و خصوصا معزوفة " رقصة ستي " التي ألفها الموسيقار الدمشقي الراحل " عمر النقشبندي" .
    *أغنية ناراياما : رواية من الميثولوجيا اليابانية للروائي سيتيشيرو فوكازاوا
    ريم بدر الدين
    15/5/2011


    عدل سابقا من قبل ريم بدر الدين في الأحد مايو 15, 2011 4:45 am عدل 1 مرات
    سليمان الشيخ حسين
    سليمان الشيخ حسين
    رئيس مجلس الإدارة - شاعر عربي


    عدد المساهمات : 4028
    تاريخ التسجيل : 17/04/2011
    العمر : 74

    ارتحال نحو ثنايا  الغياب... Empty رد: ارتحال نحو ثنايا الغياب...

    مُساهمة من طرف سليمان الشيخ حسين السبت مايو 14, 2011 10:33 pm

    ريم بدر الدين كتب:
    ارتحال نحو ثنايا الغياب...
    هل أصدقك القول كما تعودت مني دوما؟
    كنت أحاول دوما أن أجتهد في وأد تلك الساكنة فيَ بينما فروض ولائها تقدمها لكينونة أخرى ! ظننت أنني قد بلغت أقصى اليأس ،لكنني اليوم أراني احتززت عنق الشوق و ألقيت به في جب عميق و إن جربت ان تطرق بابها ستعرف أن المكان قد خلا منها !!ظننت أنني قد بلغت أقصى اليأس واليوم أجدني احتززت عنق الشوق و ألقيت به في جب عميق. جل ما أخشاه أن يلتقطه السيّارة و يتخذونه ولدا يرسل لي رائحته في قميص يرتد الحب في قلبي إثرها بصيرا كأن لم يمسسه سوء...
    هل أخبرتك يوما أننا عندما نكون في قبضة الحب نفقد ذواتنا، نسد أمداءنا ببضعة حروف مكررة متشابهة و باهتة تماما كغسيل فقد رونقه، و في اللحظة التي نخال أننا منه تحررنا نسترجع إحساسنا بالأشياء و طزاجتها و روعة الاندهاش لدى اكتشافها على الطريق و نسيانها على الطريق أيضا ..؟سؤال غريب يطرأ على قلبي دوما : لماذا كلما عدت أدراجي وجدت أشيائي الضائعة و المستعادة لا تتخذ سبيلها في درب النسيان سربا بل تفترش الأرض في انتظاري ؟
    هل تجدني غريبة الملامح هذا النهار؟ و أنا أيضا أجد هذا ...فتصور كيف لنا القدرة على حمل هذا الكم من القدرة على إدهاش ذواتنا دون أن ندري ..و دون أن نعي نبذرها بلامبالاة كبيرة في حنايا الروح ... لتزهر دهشة جديدة ذات دهشات وليدة ..
    أهيئ نفسي إن امتد بي العمر لأيام تعدني بالهدوء، و أعرف أن الأزمنة لا تفي بوعودها غالبا لكنها معي ستصدق يوما ما !!
    أمنية ماثلة أمام قلبي : شروق في حضن الخضرة ارتقي ضلوع الوقت أغوص في زرقة السماء .. أو استرق من ورديها نتفة ألون بها نسيجي، أشاركها الشغب إذ نكثت حشايا وسائدها البيض طول المدى و عرضه ثم أشاركها جمعه في أكياس مثقوبة عند أفول النور..
    لست أدري إن كنت سأتنازل عن كمية التمرد التي بذرت في ساحات روحي ، لاعلم متوفر لدي إن كانت الحرية التي ستكون ستهبني السعادة التي أنشد لكنني أعرف أنني في حينها سأدع ذاتي تمارس ذاتها لو مرة في العمر .
    سأبتسم في ذاك الوقت عندما أتذكر عجوزا طرقت علي باب بيتي العربي الدمشقي ذات شتاء...كانت بائعة " القضامة " و بيتها بعيد و البرد قارص ... غزلت لي ذاكرتها في حكاية أضحكتني و أبكتني ثم فتحت راحتي ووضعت فيها بعضا من روحها ..سرت في دمائي امتنانا فقبلت يدها ..كلا منا كانت أنثى لكن بطريقتها !
    ربما سأجلس كتلك العجوز التي زرتها في بيتها صبيحة يوم صيفي جالسة في" أرض الديار "ترتشف القهوة ،لا تعجب يا صديقي فيبدو أن القهوة صديقة مقربة لكل النساء ، " رقصة ستي " انسابت من أوتارها كجدول عطر مازال ينعم بحريته،حدثتني موسيقاها عن غيمات وردية و حدثتها كم هو مولع عودها بأناملها الشفافة ..كلا منا كانت عاشقة، لكن بأسلوبها!
    سأكون، ربما ، تلك التي عقدت صلحا كبيرا مع حتمية الرحيل و بدأت تعد أمتعتها له .
    كتلك عجوز ناراياما ...أعدت كل ما يلزم ، كل ما يليق، كل ما تريد ليكون الرحيل مناسبا و لائقا .. تبتلت و تهجدت و طلبت من الخالق أن يمنحها سلاما و بردا يوازي محبتها له .
    لست أعلم إن كان المرء على مشارف مرحلة أخرى من العمر على استعداد أن يعيد ترتيب أصابعه و مقاعد قلبه و "كراكيب " ضميره و فكره بطريقة أخرى ... ليقوم بحركة جديدة كل الجدة و غريبة أيضا و أحيانا مستهجنة ،يتخلى عن الترف و الدعة إلى حياة فيها الكثير من التعب و فيها الكثير من الحب أيضا ..
    في هذه اللحظة حيث كل الأواصر ممزقة إلا تلك التي تربطني بك ، كل الطرق مسدودة إلا التي تؤدي إلى قلبك ، كل الكون لا يصغي إلا سكان روحك المتعبة أجدني كشجرة اجتثت من جذورها و رميت في رحم الهواء سأجلس في شرفتي أحتسي رائحة القهوة من ذاكرة يديك و عينيك... ألم أعدك أنني إن هيأ لي ربي عمرا طويلا سأنعم فيه بالهدوء؟ فـ عليك من قلبي السلام
    * بائعة " القضامة" بائعة عجوز متجولة كانت تبيع القضامة وهي عبارة عن حمص مملح المحمص أو المغطى بالسكر .. تمر ببيوت حينا آتية من الريف و إذا تأخر بها الوقت في المدينة تطرق أي باب من أبواب الحي دون أن تعرف أهله فيضيفونها بكرم و هي عادة دمشقية أصيلة.
    *عازفة العود خالتي أم ذكاء تلك التي جمعت مهارات الأنثى الأنثى في امرأة من القرن الماضي برعت في عزف العود و خصوصا معزوفة " رقصة ستي " التي ألفها الموسيقار الدمشقي الراحل " عمر النقشبندي" .
    *أغنية ناراياما : رواية من الميثولوجيا اليابانية للروائي سيتيشيرو فوكازاوا

    ريم بدر الدين
    15/5/2011
    سليمان الشيخ حسين
    سليمان الشيخ حسين
    رئيس مجلس الإدارة - شاعر عربي


    عدد المساهمات : 4028
    تاريخ التسجيل : 17/04/2011
    العمر : 74

    ارتحال نحو ثنايا  الغياب... Empty رد: ارتحال نحو ثنايا الغياب...

    مُساهمة من طرف سليمان الشيخ حسين السبت مايو 14, 2011 10:53 pm

    سليمان الشيخ حسين كتب:
    ريم بدر الدين كتب:
    ارتحال نحو ثنايا الغياب...
    هل أصدقك القول كما تعودت مني دوما؟
    كنت أحاول دوما أن أجتهد في وأد تلك الساكنة فيَ بينما فروض ولائها تقدمها لكينونة أخرى ! ظننت أنني قد بلغت أقصى اليأس ،لكنني اليوم أراني احتززت عنق الشوق و ألقيت به في جب عميق و إن جربت ان تطرق بابها ستعرف أن المكان قد خلا منها !!ظننت أنني قد بلغت أقصى اليأس واليوم أجدني احتززت عنق الشوق و ألقيت به في جب عميق. جل ما أخشاه أن يلتقطه السيّارة و يتخذونه ولدا يرسل لي رائحته في قميص يرتد الحب في قلبي إثرها بصيرا كأن لم يمسسه سوء...
    هل أخبرتك يوما أننا عندما نكون في قبضة الحب نفقد ذواتنا، نسد أمداءنا ببضعة حروف مكررة متشابهة و باهتة تماما كغسيل فقد رونقه، و في اللحظة التي نخال أننا منه تحررنا نسترجع إحساسنا بالأشياء و طزاجتها و روعة الاندهاش لدى اكتشافها على الطريق و نسيانها على الطريق أيضا ..؟سؤال غريب يطرأ على قلبي دوما : لماذا كلما عدت أدراجي وجدت أشيائي الضائعة و المستعادة لا تتخذ سبيلها في درب النسيان سربا بل تفترش الأرض في انتظاري ؟
    هل تجدني غريبة الملامح هذا النهار؟ و أنا أيضا أجد هذا ...فتصور كيف لنا القدرة على حمل هذا الكم من القدرة على إدهاش ذواتنا دون أن ندري ..و دون أن نعي نبذرها بلامبالاة كبيرة في حنايا الروح ... لتزهر دهشة جديدة ذات دهشات وليدة ..
    أهيئ نفسي إن امتد بي العمر لأيام تعدني بالهدوء، و أعرف أن الأزمنة لا تفي بوعودها غالبا لكنها معي ستصدق يوما ما !!
    أمنية ماثلة أمام قلبي : شروق في حضن الخضرة ارتقي ضلوع الوقت أغوص في زرقة السماء .. أو استرق من ورديها نتفة ألون بها نسيجي، أشاركها الشغب إذ نكثت حشايا وسائدها البيض طول المدى و عرضه ثم أشاركها جمعه في أكياس مثقوبة عند أفول النور..
    لست أدري إن كنت سأتنازل عن كمية التمرد التي بذرت في ساحات روحي ، لاعلم متوفر لدي إن كانت الحرية التي ستكون ستهبني السعادة التي أنشد لكنني أعرف أنني في حينها سأدع ذاتي تمارس ذاتها لو مرة في العمر .
    سأبتسم في ذاك الوقت عندما أتذكر عجوزا طرقت علي باب بيتي العربي الدمشقي ذات شتاء...كانت بائعة " القضامة " و بيتها بعيد و البرد قارص ... غزلت لي ذاكرتها في حكاية أضحكتني و أبكتني ثم فتحت راحتي ووضعت فيها بعضا من روحها ..سرت في دمائي امتنانا فقبلت يدها ..كلا منا كانت أنثى لكن بطريقتها !
    ربما سأجلس كتلك العجوز التي زرتها في بيتها صبيحة يوم صيفي جالسة في" أرض الديار "ترتشف القهوة ،لا تعجب يا صديقي فيبدو أن القهوة صديقة مقربة لكل النساء ، " رقصة ستي " انسابت من أوتارها كجدول عطر مازال ينعم بحريته،حدثتني موسيقاها عن غيمات وردية و حدثتها كم هو مولع عودها بأناملها الشفافة ..كلا منا كانت عاشقة، لكن بأسلوبها!
    سأكون، ربما ، تلك التي عقدت صلحا كبيرا مع حتمية الرحيل و بدأت تعد أمتعتها له .
    كتلك عجوز ناراياما ...أعدت كل ما يلزم ، كل ما يليق، كل ما تريد ليكون الرحيل مناسبا و لائقا .. تبتلت و تهجدت و طلبت من الخالق أن يمنحها سلاما و بردا يوازي محبتها له .
    لست أعلم إن كان المرء على مشارف مرحلة أخرى من العمر على استعداد أن يعيد ترتيب أصابعه و مقاعد قلبه و "كراكيب " ضميره و فكره بطريقة أخرى ... ليقوم بحركة جديدة كل الجدة و غريبة أيضا و أحيانا مستهجنة ،يتخلى عن الترف و الدعة إلى حياة فيها الكثير من التعب و فيها الكثير من الحب أيضا ..
    في هذه اللحظة حيث كل الأواصر ممزقة إلا تلك التي تربطني بك ، كل الطرق مسدودة إلا التي تؤدي إلى قلبك ، كل الكون لا يصغي إلا سكان روحك المتعبة أجدني كشجرة اجتثت من جذورها و رميت في رحم الهواء سأجلس في شرفتي أحتسي رائحة القهوة من ذاكرة يديك و عينيك... ألم أعدك أنني إن هيأ لي ربي عمرا طويلا سأنعم فيه بالهدوء؟ فـ عليك من قلبي السلام
    * بائعة " القضامة" بائعة عجوز متجولة كانت تبيع القضامة وهي عبارة عن حمص مملح المحمص أو المغطى بالسكر .. تمر ببيوت حينا آتية من الريف و إذا تأخر بها الوقت في المدينة تطرق أي باب من أبواب الحي دون أن تعرف أهله فيضيفونها بكرم و هي عادة دمشقية أصيلة.
    *عازفة العود خالتي أم ذكاء تلك التي جمعت مهارات الأنثى الأنثى في امرأة من القرن الماضي برعت في عزف العود و خصوصا معزوفة " رقصة ستي " التي ألفها الموسيقار الدمشقي الراحل " عمر النقشبندي" .
    *أغنية ناراياما : رواية من الميثولوجيا اليابانية للروائي سيتيشيرو فوكازاوا

    ريم بدر الدين
    15/5/2011
    الأديبه الصديقة ريم بدر الدين
    هل أصدقك القول
    ربما لم يكن في ذاكرة فتوتي وحتى لحظة قراءة هذا النص العالي سوى تفاصيل تلك الذاكرة وكانت تنطقني شعريادون قصد ودخلت رغما عني في بنية رواية كتبتها فعدت اليوم وطرقت باب الذاكرة بأصابع من ياسمين وحرف يقدم ذاته وفاء لصورة دمشق المطهمة بالكرم والكرامة وبعض أرواحنا مازالت تنهل طيوفها من ذات المكان الذي يرتسم هنا في النص كما في ذاكرتك نبكيه ليس لأنه الماضي لكن لأن الحاضر لم يكن أجمل لاالمكان ولا ماسيتعرف عليه أبنائنا اليوم من الشام التي سأخبأها هنا بين تلك الجبال البعيدة عنها المطلة على أثرها في كوكب الأرض ياه كم أغبطك أنك منها وأنها الآن تفتخر أنها منك حين تعيدينها بهذه الروح إلى الحياة من جديد
    بكلام أقل وحب كبير يسرني اعتبار هذا النص من أجمل ماقرأت لهذا الشهر وكأني أقرأ فصلا كاملا من رواية ذاكرة مكان وعجوز تعد للموت تفاصيل حياة ريم بدر الدين مودتي تلك هي وأكثر
    avatar
    ????
    زائر


    ارتحال نحو ثنايا  الغياب... Empty رد: ارتحال نحو ثنايا الغياب...

    مُساهمة من طرف ???? الإثنين يونيو 20, 2011 11:12 am

    الأديبة القديرة ريم
    تحملين سلال الذكرى ووفاء للماضي يطل من خلف النبض شفافا كما كان في الزمن الجميل الغابر
    لن يكون هناك غيابا في عطر حرفك ايتها الرائعة
    فنحن من سنرتحل إليه دوما

    تقديري لك ولروحك العطرة باقات الجوري
    ندى الميقات
    ندى الميقات
    ملتقى بيسان الثقافي


    عدد المساهمات : 530
    تاريخ التسجيل : 18/04/2011
    العمر : 44

    ارتحال نحو ثنايا  الغياب... Empty رد: ارتحال نحو ثنايا الغياب...

    مُساهمة من طرف ندى الميقات الإثنين يونيو 20, 2011 3:55 pm

    تتسربلين بالماضي كشذا عطر تعتق على حيطان الذاكرة
    فأطربها وأطربنا الحنين المضمخ بجمالية خاطرك
    نص عابق بالجمال سيدتي
    ودي وتقديري

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت نوفمبر 23, 2024 10:35 pm